آخر 
 420  - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الأصبهاني   - بها - أن فاطمة  [ ص: 446 ] بنت عبد الله الجوزدانية  أخبرتهم ، أبنا  محمد بن عبد الله بن ريذة  ، أبنا  سليمان بن أحمد الطبراني  ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي  ، ثنا أبي   ( ح ) . 
 421  - قال  الطبراني   : وحدثنا  أحمد بن علي الأبار البغدادي  ، ثنا محمد بن أبي السري  قالا : ثنا  الوليد بن مسلم  ، ثنا محمد بن  [ ص: 447 ] حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام  ، عن أبيه  ، عن جده  عبد الله بن سلام  قال : إن الله عز وجل لما أراد هدي زيد بن سعنة  ، قال زيد بن سعنة   : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد  صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله ، قال زيد بن سعنة   : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه  علي بن أبي طالب  ، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي ، فقال : يا رسول الله إن بصرى  بقربي - قرية بني فلان - قد أسلموا ودخلوا في الإسلام ، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا ، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث ، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت ، فنظر إلى رجل إلى جانبه ، أراه  عليا   - فقال : يا رسول الله ما بقي منه شيء ، قال زيد بن سعنة   : فدنوت إليه فقلت : يا محمد  ، هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ، فقال : لا يا يهودي ولكني أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان ، قلت : نعم ، فبايعني ، فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا ، فأعطاها الرجل وقال : أعجل ، اعدل عليهم وأعنهم بها ، قال زيد بن سعنة   : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر   وعمر   وعثمان  في نفر من أصحابه ، فلما صلى على الجنازة ودنا من جدار ليجلس أتيته فأخذت  [ ص: 448 ] بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ ، فقلت له : ألا تقضيني يا محمد  حقي ، فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب  لمطل ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ، ونظرت إلى  عمر  وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله ، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع ، وتصنع به ما أرى ، فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى  عمر  في سكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال : يا  عمر  ، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه ، اذهب به يا  عمر  فأعطه حقه ، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما زعته . 
قال زيد   : فذهب بي  عمر  فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر ، فقلت : ما هذه الزيادة يا  عمر  ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما زعتك ، قال : وتعرفني يا  عمر  ، قال : لا ، فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت ؟ قلت : يا  عمر  ، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد اختبر بهما ، فأشهدك يا  عمر  أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ومحمد  نبيا ، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالا - صدقة على أمة محمد  ، قال  عمر   : أو على بعضهم ؛ فإنك لا تسعهم ، قلت : أو على بعضهم ، فرجع  عمر  وزيد  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال زيد   : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا  عبده ورسوله ، وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم  [ ص: 449 ] توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ، رحم الله زيدا    . 
روى منه  ابن ماجه  بعضه ، عن  يعقوب بن حميد بن كاسب  ، عن  الوليد بن مسلم  بإسناده ، عن  عبد الله بن سلام  قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن بني فلان أسلموا - لقوم من اليهود - وإنهم قد جاعوا فأخاف أن يرتدوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من عنده ؟ قال رجل من اليهود : عندي كذا وكذا - لشيء سماه - أراه قال : ثلاثمائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسعر كذا وكذا إلى أجل كذا وكذا ، وليس من حائط بني فلان . 
هذا القدر الذي رواه  ابن ماجه   . 
ورواه  أبو حاتم ابن حبان  بطوله ، عن  الحسن بن سفيان  ومحمد بن الحسن بن قتيبة  ، عن محمد بن المتوكل - وهو ابن أبي السري   - بنحوه ، وفيه : يا رسول الله ، قرية بني فلان قد أسلموا . 
والحديث الذي رويناه بمسند زيد بن سعنة  أولى ، والله أعلم . 
ويحتمل أن يكون  عبد الله بن سلام  قد شاهد ذلك ، فإن الذي رواه  ابن ماجه  ليس فيه ذكر زيد بن سعنة  ، وجعل القصة من قول عبد الله   . 
				
						
						
