[ ص: 39 ] عن زرارة بن أوفى العامري . ابن عباس
34 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن صاعد الحربي أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني ، ثنا أبي محمد بن جعفر المعني قالا : ثنا وروح ، عن عوف ، عن زرارة بن أوفى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس بمكة فظعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعد معتزلا حزينا ، قال : فمر به عدو الله أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم قال : ما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ ! قال : نعم قال : فلم يريه أنه يكذبه ؛ مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه ، قال : [ ص: 40 ] أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال : هيا معشر بني كعب بن لؤي ، قال : فانتقضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم قال : فمن بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم ، قالوا : وتستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت فما أنعت حتى التبس علي ببعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال أو عقيل ، فنعته وأنا أنظر إليه ، قال : وكان مع هذا نعت لم أحفظه قال : فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب : لما كان ليلة أسري بي وأصبحت .