[ ص: 31 ] آخر
20 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد وأبو الطاهر المبارك ابن أبي المعالي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني ، ثنا أبي ، ثنا أبو النضر عبد الحميد ، ثنا ، ثنا شهر ، قال : عبد الله بن عباس بمكة جالس إذ مر به فكشر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا تجلس ؟ " قال : بلى ، قال : فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبله ، فبينما هو يحدثه إذ شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء ، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض فتحرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جليسه عثمان بن مظعون عثمان إلى حيث وضع بصره ، وأخذ ينغض رأسه كأنه يستعفه ما يقال له ، وابن مظعون ينظر ، فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له شخص بصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء كما شخص أول مرة ، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء ، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى ، قال : يا محمد ، فيم كنت [ ص: 32 ] أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة ، قال : " وما رأيتني فعلت ؟ " قال : رأيتك تشخص بصرك إلى السماء ، ثم وضعته حتى وضعته على يمينك ، فتحرفت إليه وتركتني ، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك ، قال " وفطنت لذاك ؟ " قال عثمان : نعم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفا وأنت جالس ، قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : " نعم " ، قال : فما قال لك ؟ فما قال لك ؟ قال : " إن الله تبارك وتعالى : يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، قال عثمان : فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدا بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناء بيته .