[ ص: 122 ] ظالم بن عمرو بن سفيان ، أبو الأسود ، عن علي ، عليه السلام
494 - أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي ، وأبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن ، - وأبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفيان بأصبهان - أن أخبرهم - قراءة عليه - أنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد البقال ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنا جدي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل ، أنا أبو جعفر أحمد بن منيع بن عبد الرحمن ، ثنا ، ثنا الحجاج بن محمد ابن جرجي ، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود الديلي ، عن ، وعن أبي الأسود ، ابن جريج ورجل ، عن ، كذا قالا : زاذان ، إذ وافقوا منه نفسا طيبة . فقالوا : حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين . قال : عن أي أصحابي ؟ قالوا : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - أصحابي ، فأيهم [ ص: 123 ] تريدون ؟ قالوا : النفر الذين رأيناك تلطفهم بذكرك ، والصلاة عليهم دون القوم . قال : أيهم ؟ علي
قالوا : . عبد الله بن مسعود
قال : علم السنة ، وقرأ القرآن وكفى به علما ، ثم ختم به عنده . فلم يدروا على ما يريد بقوله : كفى به علما ، كفى أم كفى بالقرآن . بعبد الله بن مسعود ،
قالوا : . فحذيفة
قال : علم - أو علم - أسماء المنافقين ، وسأل عن المعضلات حين غفل عنها ، فإن تسألوه عنها تجدوه بها عالما .
قالوا : . فأبو ذر
قال : وعى علما ، شحيحا حريصا ، شحيحا على دينه حريصا على العلم ، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع ، أما أن قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ .
قالوا : فسلمان .
قال : ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول ، وأدرك العلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف .
قالوا : . فعمار بن ياسر
قال : ذاك امرؤ خلط الله الإيمان بلحمه ودمه وعظمه ، وشعره وبشره لا يفارق الحق ساعة ، حيث زال زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا .
قالوا : فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين ، قال : مهلا ، نهى الله عن التزكية .
[ ص: 124 ] قال : قال قائل : فإن الله -عز وجل - يقول : وأما بنعمة ربك فحدث .
قال : فإني أحدث بنعمة ربي كثيرا ، إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، فبين الجوارح - وصوابه : الجوانح - مني علما جما .
فقام عبد الله بن الكواء الأعور من بني بكر بن وائل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما والذاريات ذروا
قال : الرياح .
قال : فما فالحاملات وقرا ؟
قال : السحاب .
قال : فما فالجاريات يسرا ؟
قال : السفن .
قال : فما فالمقسمات أمرا ؟ قال : الملائكة . ولا تعد لمثل هذا ، ولا تسألني عن مثل هذا .
قال : فما والسماء ذات الحبك ؟
قال : دار الخلق الحسن .
قال : فما السواد الذي في حرف القمر ؟
قال : أعمى يسأل عن عمياء ، ما العلم أردت بهذا ، ويحك سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا - أو قال : تعتها - سل عما يعنيك ، ودع ما لا يعنيك .
قال : فوالله إن هذا ليعنيني .
[ ص: 125 ] قال : إن الله يقول : وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل السواد الذي في حرف القمر .
قال : فما المجرة ؟ قال : شرج السماء ، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح .
قال : فما قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، فإن قزح الشيطان ، ولكنه القوس ، وهي أمانة من الغرق .
قال : فكم بين السماء إلى الأرض ؟
قال : قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك .
قال : فكم ما بين المشرق والمغرب ؟
قال : مسيرة يوم للشمس ، من حدثك غير ذلك فقد كذب .
قال : فمن الذين قال الله تعالى : وأحلوا قومهم دار البوار .
قال : دعهم فقد كفيتهم .
قال : فما ذو القرنين ؟
قال : رجل بعثه الله إلى قوم كفرة أهل الكتاب ، كان أوائلهم على حق ، فأشركوا بربهم ، وابتدعوا في دينهم ، فأحدثوا على أنفسهم ، فهم اليوم يجتهدون في الباطل ، ويحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلالة [ ص: 126 ] ويحسبون أنهم على هدى ، فضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . قال : رفع صوته ، وقال : وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد .
قال : فقال ابن الكواء : والله لا أسأل سواك ، ولا أتبع غيرك .
قال : فقال : إن كان الأمر إليك فافعل . بينا الناس ذات يوم عند