الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                [ ص: 51 ] 1775 - أخبرنا سفيان، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان، عن نصر بن عاصم، قال: قال فروة بن نوفل الأشجعي: علام تؤخذ الجزية من المجوس، وليسوا بأهل كتاب، فقام إليه المستورد، فأخذ بلبته، فقال: يا عدو الله، تطعن على أبي بكر وعمر وعلي أمير المؤمنين، يعني: عليا رضي الله عنهم، وقد أخذوا منهم الجزية، فذهب به إلى القصر، فخرج عليهم علي رضي الله عنه، فقال: اتئدا، فجلسا في ظل القصر، فقال علي رضي الله عنه: أنا أعلم الناس بالمجوس، كان لهم علم يعلمونه، وكتاب يدرسونه، وإن ملكهم سكر، فوقع على ابنته أو أخته، فاطلع عليه بعض أهل مملكته، فلما صحا جاءوا يقيمون عليه الحد، فامتنع منهم فدعا أهل مملكته، فقال: تعلمون دينا خيرا من دين آدم عليه السلام، قد كان آدم ينكح بنيه من بناته فأنا على دين آدم، ما يرغب بكم عن دينه، فتابعوه وقاتلوا الذين خالفوهم، حتى قتلوهم فأصبحوا وقد أسري على كتابهم، فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم وهم أهل كتاب، وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما الجزية. أخرج الأول من كتاب الجزية، والثاني والثالث من الجزء الثاني من اختلاف الحديث.

                                                                التالي السابق


                                                                الخدمات العلمية