4432 [ 2320 ] وعنه: أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل، ولا تشرب قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد - وفي رواية قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصى ثم أوجروها - فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ... [العنكبوت: 8] وفيها: فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا [لقمان: 15].
قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: " يسألونك عن الأنفال [الأنفال: 1]. رده من حيث أخذته". فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه فقلت: أعطنيه، قال فشد لي صوته: رده من حيث أخذته، قال: فأنزل الله تعالى:
قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاني فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال: فأبى، قلت: فالنصف ! قال: فأبى، قلت: فالثلث قال: فسكت فكان بعد الثلث جائزا.
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقك خمرا - وذلك قبل أن تحرم الخمر - قال: فأتيتهم في حش - والحش البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل أحد لحيي الرأس، فضربني فجرح بأنفي - وفي رواية: ففزره، وكان أنف سعد مفزورا - فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله عز وجل في - يعني نفسه - شأن الخمر: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان [المائدة: 90]. حلفت
في الفضائل (43 و 44)، (3188).
[ ص: 282 ] والترمذي