4441 [ 2326 ] وعن قال: عروة بن الزبير : كان أبوك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. عائشة قالت لي
رواه (4077)، البخاري (2418) (52).
ومسلم
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النِّدَا فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ
أَيْ: لَمْ يُجِبْهُ. وَالْقَرْحُ: الْجِرَاحُ. وَإِشَارَةُ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مَا جَرَى فِي غَزْوَةِ حَمْرَاءِ الْأَسَدِ وَهُوَ مَوْضِعٌ عَلَى نَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أُحُدٍ بِمَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَكْثَرُهُمْ جَرِيحٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْهُمُ الْجَهْدُ، وَالْمَشَقَّةُ نِهَايَتَهُ، أَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ فِي أَثَرِ الْعَدُوِّ مُرَهِّبًا لَهُمْ، وَقَالَ: " لَا يَخْرُجَنَّ إِلَّا مَنْ كَانَ شَهِدَ أُحُدًا " فَخَرَجُوا عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الضَّعْفِ [ ص: 292 ] وَالْجِرَاحِ، وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِمُ الْمُثْقَلُ بِالْجِرَاحِ لَا يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ، وَلَا يَجِدُ مَرْكُوبًا، فَرُبَّمَا يُحْمَلُ عَلَى الْأَعْنَاقِ، كُلُّ ذَلِكَ امْتِثَالٌ لِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَغْبَةٌ فِي الْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ ، فَلَقِيَهُمْ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَأَخْبَرَهُمْ: أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ جَمَعُوا جُمُوعَهُمْ، وَأَجْمَعُوا رَأْيَهُمْ عَلَى أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَيَسْتَأْصِلُوا أَهْلَهَا، فَقَالُوا مَا أَخْبَرَنَا اللَّهُ بِهِ عَنْهُمْ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آلِ عِمْرَانَ: 173] وَبَيْنَا قُرَيْشٌ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ جَاءَهُمْ مَعْبَدٌ الْخُزَاعِيُّ ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْبَةَ نُصْحِهِ، وَكَانَ قَدْ رَأَى حَالَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ، وَلَمَّا رَأَى عَزْمَ قُرَيْشٍ عَلَى الرُّجُوعِ، وَاسْتِئْصَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَمَلَهُ خَوْفُ ذَلِكَ، وَخَالِصُ نُصْحِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ عَلَى أَنْ خَوَّفَ قُرَيْشًا بِأَنْ قَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ بِحَمْرَاءِ الْأَسَدِ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، قَدِ اجْتَمَعَ لَهُ كُلُّ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، وَهُمْ قَدْ تَحَرَّقُوا عَلَيْكُمْ، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ أَدْرَكُوكُمْ، فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ، وَأَنْشَدَهُمْ شِعْرًا، يُعَظِّمُ فِيهِ جَيْشَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُكَثِّرُهُمْ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ، فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَرَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ مُسْرِعِينَ خَائِفِينَ، وَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ مَأْجُورًا مَنْصُورًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آلِ عِمْرَانَ: 174]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ [آلِ عِمْرَانَ: 173] يَعْنِي بِهِ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الَّذِي خَوَّفَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ... يَعْنِي بِهِ: قُرَيْشًا .وداع دعا يا من يجيب إلى الندا فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي: لم يجبه. والقرح: الجراح. وإشارة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها إلى ما جرى في غزوة حمراء الأسد وهو موضع على نحو ثمانية أميال من المدينة ، وكان من حديثها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى المدينة من أحد بمن بقي من أصحابه، وأكثرهم جريح، وقد بلغ منهم الجهد، والمشقة نهايته، أمرهم بالخروج في أثر العدو مرهبا لهم، وقال: " لا يخرجن إلا من كان شهد أحدا " فخرجوا على ما بهم من الضعف [ ص: 292 ] والجراح، وربما كان فيهم المثقل بالجراح لا يستطيع المشي، ولا يجد مركوبا، فربما يحمل على الأعناق، كل ذلك امتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبة في الجهاد والشهادة حتى وصلوا إلى حمراء الأسد ، فلقيهم نعيم بن مسعود ، فأخبرهم: أن nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب ، ومن معه من قريش قد جمعوا جموعهم، وأجمعوا رأيهم على أن يرجعوا إلى المدينة ، فيستأصلوا أهلها، فقالوا ما أخبرنا الله به عنهم: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173حسبنا الله ونعم الوكيل [آل عمران: 173] وبينا قريش قد أجمعوا على ذلك، إذ جاءهم معبد الخزاعي ، وكانت خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعيبة نصحه، وكان قد رأى حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما هم عليه، ولما رأى عزم قريش على الرجوع، واستئصال أهل المدينة حمله خوف ذلك، وخالص نصحه للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أن خوف قريشا بأن قال لهم: إني قد تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد في جيش عظيم، قد اجتمع له كل من تخلف عنه، وهم قد تحرقوا عليكم، وكأنهم قد أدركوكم، فالنجاء النجاء، وأنشدهم شعرا، يعظم فيه جيش محمد صلى الله عليه وسلم ويكثرهم، وهو مذكور في كتب السير، فقذف الله في قلوبهم الرعب، ورجعوا إلى مكة مسرعين خائفين، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه إلى المدينة مأجورا منصورا، كما قال تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم [آل عمران: 174]، وقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم [آل عمران: 173] يعني به نعيم بن مسعود الذي خوف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إن الناس قد جمعوا لكم... يعني به: قريشا .