الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2 [ ] وعن علي بن أبي طالب ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657010قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=18985_19007_18987_30437لا تكذبوا علي ; فإنه من يكذب علي يلج النار .
وصدر هذا الحديث نهي ، وعجزه وعيد شديد ، وهو عام في كل كاذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومطلق في أنواع الكذب .
ولما كان كذلك ، هاب قوم من السلف الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، وابن هرمز - رضي الله عنهم أجمعين - ; فإن هؤلاء سمعوا كثيرا وحدثوا قليلا ; كما قد صرح nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير - رضي الله تعالى عنه - بذلك ; لما قال له ابنه عبد الله - رضي الله عنه - : إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يحدث فلان وفلان ؟ فقال : أما إني لم أكن أفارقه ، ولكني سمعته يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=692349من كذب علي ، فليتبوأ مقعده من النار " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : إنه يمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=650103من كذب علي . . " الحديث .
ومنهم : من سمع وسكت ; كعبد الملك بن إياس ، وكأن هؤلاء تخوفوا من إكثار الحديث الوقوع في الكذب والغلط ; فقللوا ، أو سكتوا .
غير أن الجمهور : خصصوا عموم هذا الحديث ، وقيدوا مطلقه بالأحاديث التي ذكر فيها : متعمدا ; فإنه يفهم منها أن ذلك الوعيد الشديد إنما يتوجه لمن nindex.php?page=treesubj&link=18985تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; وهذه الطريقة هي المرضية ; فإنها تجمع بين مختلفات الأحاديث ; إذ هي تخصيص العموم ، وحمل المطلق على المقيد مع اتحاد الموجب والموجب ، كما قررناه في الأصول .
هذا مع أن القاعدة الشرعية القطعية تقتضي أن المخطئ والناسي غير آثمين ولا مؤاخذين ، لا سيما بعد التحرز والحذر .