ابتناء مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ 418 ] عن أنس بن مالك ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم : بنو عمرو بن عوف ، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم إنه أرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا متقلدين بسيوفهم قال : فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأبو بكر ردفه ، وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب ، قال : فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، ثم إنه أمر بالمسجد ، قال : فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار! ثامنوني بحائطكم هذا ، قالوا : لا والله ! لا نطلب ثمنه إلا إلى الله عز وجل . قال أنس : فكان فيه ما أقول ، كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنخل فقطع ، وبقبور المشركين فنبشت ، وبالخرب فسويت .
قال : فصفوا النخل قبلة له ، وجعلوا عضادتيه حجارة ، قال : فكانوا يرتجزون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم ، وهم يقولون :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجره
رواه أحمد (3 \ 118 و 123)، والبخاري (1868)، ومسلم (524) (9)، وأبو داود (453)، والنسائي (2 \ 40)، وابن ماجه (742) .


