[ ص: 252 ] تنبيهان [ التنبيه الأول ]
nindex.php?page=treesubj&link=20826قد تعلم اللغة بالقرائن
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في الخصائص " من قال : إن اللغة لا تعرف إلا نقلا فقد أخطأ ، فإنها قد تعلم بالقرائن أيضا ، فإن الرجل إذا سمع قول الشاعر :
قوم إذا الشر أبدا ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
يعلم أن الزرافات بمعنى الجماعات .
[ التنبيه الثاني ]
قال
عبد اللطيف البغدادي في " شرح الخطب النباتية " : اعلم أن اللغوي شأنه أن ينقل ما نطقت به
العرب ولا يتعداه ، وأما النحوي فشأنه أن يتصرف فيما ينقله اللغوي ويقيس عليه ، ومثالهما المحدث والفقيه ، فشأن المحدث نقل الحديث برمته ، ثم إن الفقيه يتلقاه ويتصرف فيه ويبسط علله ويقيس عليه الأمثال والأشباه .
قال
أبو علي فيما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : يجوز لنا أن نقيس منثورنا على منثورهم وشعرنا على شعرهم .
[ ص: 252 ] تَنْبِيهَانِ [ التَّنْبِيهُ الْأَوَّلُ ]
nindex.php?page=treesubj&link=20826قَدْ تُعْلَمُ اللُّغَةُ بِالْقَرَائِنِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي فِي الْخَصَائِصِ " مَنْ قَالَ : إنَّ اللُّغَةَ لَا تُعْرَفُ إلَّا نَقْلًا فَقَدْ أَخْطَأَ ، فَإِنَّهَا قَدْ تُعْلَمُ بِالْقَرَائِنِ أَيْضًا ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إذَا سَمِعَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
قَوْمٌ إذَا الشَّرُّ أَبَدًا نَاجِذَيْهِ لَهُمْ طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانًا
يُعْلَمُ أَنَّ الزَّرَافَاتِ بِمَعْنَى الْجَمَاعَاتِ .
[ التَّنْبِيهُ الثَّانِي ]
قَالَ
عَبْدُ اللَّطِيفِ الْبَغْدَادِيُّ فِي " شَرْحِ الْخُطَبِ النَّبَاتِيَّةِ " : اعْلَمْ أَنَّ اللُّغَوِيَّ شَأْنُهُ أَنْ يَنْقُلَ مَا نَطَقَتْ بِهِ
الْعَرَبُ وَلَا يَتَعَدَّاهُ ، وَأَمَّا النَّحْوِيُّ فَشَأْنُهُ أَنْ يَتَصَرَّفَ فِيمَا يَنْقُلُهُ اللُّغَوِيُّ وَيَقِيسُ عَلَيْهِ ، وَمِثَالُهُمَا الْمُحَدِّثُ وَالْفَقِيهُ ، فَشَأْنُ الْمُحَدِّثِ نَقْلُ الْحَدِيثِ بِرُمَّتِهِ ، ثُمَّ إنَّ الْفَقِيهَ يَتَلَقَّاهُ وَيَتَصَرَّفُ فِيهِ وَيَبْسُطُ عِلَلَهُ وَيَقِيسُ عَلَيْهِ الْأَمْثَالَ وَالْأَشْبَاهَ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ فِيمَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقِيسَ مَنْثُورَنَا عَلَى مَنْثُورِهِمْ وَشِعْرَنَا عَلَى شِعْرِهِمْ .