[ ص: 262 ] التنبيه الثاني ]
قيل : هذا الخلاف في نفس اللغة . أما حكمها فلا خلاف فيه كقياس النحوي " إن " النافية في العمل على " ما " النافية بجامع كونهما وضعا على حرفين كنفي الحال ، وهذا عجيب لأن المسألة مفروضة في اللغة ، وهي غير النحو ، وكيف لا ، وهو العلم بمقاييس كلام يثبت النحو بالقياس العرب ؟
قال : لما كان كلام ابن خروف العرب لا يضبط بالحفظ انتدب له الأئمة ، ووضعوا له قوانين يعلم بها كلامهم ، فصار النوع الذي يدرك بالقياس هو الذي يسمى بالنحو والعربية ، والنوع الذي لا يدرك بالقياس ، هو اللغة ، ويستوي في حمله العالم والجاهل ، لأنه قيد اللفظ . ولذلك قال في الخصائص : قال لي ابن جني أبو علي : ولأن مسألة واحدة من القياس أنبه وأنبل من كتاب لغة عند عيون الناس ، وقال لي أيضا : أخطأ في خمسين مسألة من اللغة ، ولا أخطأ في واحدة من القياس .
قال : وصدق ، لأنه بالقياس ضبط كلامهم ، وجمعوا الكثير الذي لا يضبطه الحفظ القليل بالقياس ، واستغنوا به عن حفظ ما لا ينحصر إذ فاتهم الأصل عن ابن جني العرب . ا هـ .