المجاز المجاز مشتق من الجواز ، والجواز في الأماكن حقيقة وهو العبور ، يقال : جزت الدار أي عبرتها ، ويستعمل في المعاني ، ومنه الجواز العقلي . قال الإمام : [ ص: 41 ] لما بينهما من العلاقة . ثم نقل منه إلى المعنى المصطلح عليه ، وهو اللفظ المستعمل في معنى غير موضوع له أولا يناسب المصطلح ، وهذا التعريف إن قلنا : المجاز ليس بموضوع ، فإن قلنا : موضوع ، فلنقل بوضع ثان . وخرج الحقيقة ; لأنها موضوعة ، وأشار بالقيد الآخر إلى شمول الحد كل مجاز من شرعي وعرفي عام وخاص ولغوي ، وأن العلاقة شرط ، ويجيء الخلاف السابق في أن انتقاله بهذا المعنى حقيقة أو مجاز . وكلام وهو حقيقة في المصدر ، ونقل منه إلى الفاعل ، وهو الجائز السابق يقتضي أن له استعمالا في اللغة . وقال ابن سيده في " البصائر " : المجاز طريق المعنى بالقول ، تقول : جاز يجوز جوازا ومجازا ، وإن جعلته مصدرا من ذلك كان الجواز كالسلوك فكأنه سلوك المعنى باللفظ . وقال أبو حيان التوحيدي القاضي : يسمى مجازا ، لأن أهل اللغة يجاوزون به عن أصل الوضع توسعا منهم ، كتسمية الرجل الشجاع أسدا والبليد حمارا .