[ ص: 219 ] أما : فهي مضافة إلى " ما " وهي مصدرية لكنها نائبة بصلتها عن ظرف زمان كما ينوب عن المصدر الصريح ، والمعنى : كل وقت ، ولذا تسمى " ما " هذه المصدرية الظرفية أي : النائبة عن الظرف لا أنها ظرف في نفسها ، فكل من " كلما " منصوب على الظرفية لإضافته إلى شيء هو قائم مقام الظرف ثم ذكر الفقهاء والأصوليون أن " كلما " للتكرار قال كلما الشيخ أبو حيان : وإنما ذلك من عموم " ما " ; لأن الظرفية يراد بها العموم ، فإذا قلت : أصحبك ما ذر لله شارق فإنما تريد العموم " فكل " أكدت العموم الذي أفادته " ما " الظرفية لا أن لفظ " كلما " وضع للتكرار كما يدل عليه كلامهم ، وإنما جاءت " كل " توكيدا للعموم المستفاد من ما الظرفية ، فإذا قلت : كلما جئتني أكرمتك فالمعنى أكرمك في كل فرد فرد من جيئاتك إلي . انتهى . وقوله : إن التكرار من عموم " ما " ممنوع فإن " ما " المصدرية لا عموم لها ، ولا يلزم من نيابتها عن العموم دلالتها على العموم ، وإن استفيد عموم في مثل هذا الكلام من " ما " إنما هو من التركيب بجملته .