فصل في وهو ضربان . أحدهما تسميع الصادقين وهو أن يعمل الطاعة خالصة لله ، ثم يظهرها ويسمع الناس بها ليعظموه ويوقروه وينفعوه ولا يؤذوه . وهذا محرم وقد جاء في الحديث الصحيح : { بيان التسميع في العبادات وأنواع الطاعات } . من سمع سمع الله به . ومن راءى راءى الله به ، وهذا تسميع الصادقين
الضرب الثاني : تسميع الكاذبين وهو أن يقول صليت ولم يصل ، وزكيت ولم يزك ، وصمت ولم يصم ، وحججت ولم يحج ، وغزوت ولم يغز . فهذا أشد ذنبا من الأول لأنه زاد على إثم التسميع إثم الكذب ، فأتى بذلك [ ص: 148 ] معصيتين قبيحتين ، بخلاف الأول فإنه آثم إثم التسميع وحده . وجاء في الحديث الصحيح : { } . المتسمع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
وكذلك لو راءى بعبادات ثم سمع موهما لإخلاصها فإنه يأثم بالتسميع والرياء جميعا . وإثم هذا أشد إثما من الكاذب الذي لم يفعل ما سمع به ، لأن هذا أثم بريائه وتسميعه وكذبه ثلاثة آثام . ومن أمن الرياء لقوة في دينه فأخبر بما فعله من الطاعات ليقتدي الناس به ، كان له أجر طاعته التي سمع بها وأجر تسببه إلى الاقتداء في تلك الطاعات التي سمع بها على اختلاف رتبها