513 \ 3925 - عن أبي جري جابر بن سليم رضي الله عنه ، قال :
قال: قلت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر - أو فلاة - فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك. لا تقل: عليك السلام; فإن عليك السلام تحية الميت، قل : السلام عليك.
قال: قلت: اعهد إلي، قال: لا تسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة. قال: ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه . رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال :
وأخرجه النسائي ، وقال: حسن صحيح. والترمذي
[ ص: 62 ] وقد أشكل هذا على طائفة، وقالوا: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في تحية الموتى: ، فقدم السلام على المسلم عليه، ثم قالوا: وهذا أصح من حديث أبي جري هذا، فالأخذ به أولى. السلام عليكم دار قوم مؤمنين
وهذا ليس بشيء، ولا تعارض بين الحديثين، [فإن] قوله صلى الله عليه وسلم: ، إخبار عن الواقع مقرونا بالنهي عنه، وليس إخبارا عن المشروع، [فإنهم كانوا في] عادة الجاهلية في تحية الأموات يقدمون اسم الميت على الدعاء، كقول قائلهم: عليك السلام تحية الموتى
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
فيقال: السلام عليكم للميت، كما يقال للحي: سلام عليكم، وكما لا يقال في سلام الأحياء: عليكم السلام، فكذلك لا يقال في سلام الأموات. والسنة في السلام، تقديم التحية على المدعو له في الأحياء والأموات
وكأن الذي تخيله القوم من الفرق أن المسلم على [المرء]، لما كان يتوقع الجواب و[أن] يقال له: عليك السلام بدأوا باسم السلام على المدعو له توقعا لقوله: وعليك السلام. وأما الميت فلما لم يتوقعوا منه ذلك قدموا المدعو له على الدعاء فقالوا: عليك السلام .
[ ص: 63 ]