المسألة الثانية: الفرق بين الهبة، والصدقة:
الفرق بين الهبة والصدقة من وجوه:
الأول: أن وأما الهبة فيقصد بها نفع الموهوب له. الصدقة يقصد بها ثواب الآخرة ومحض التقرب إلى الله تعالى،
قال شيخ الإسلام: "الصدقة: ما يعطى لوجه الله عبادة محضة من غير قصد في شخص معين، ولا طلب غرض من جهته، لكن يوضع في مواضع الصدقة كأهل الحاجات، وأما الهدية فيقصد بها إكرام شخص معين إما لمحبة، وإما لصداقة، وإما لطلب حاجة، ولهذا فلا يكون لأحد عليه منة، ولا يأكل أوساخ الناس التي يتطهرون بها من ذنوبهم وهي الصدقات، ولم يكن يأكل الصدقة لذلك وغيره". كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويثيب عليها،
الثاني: أن الصدقة أفضل إلا أن يكون في الهبة معنى يقتضي تفضيلها كالإهداء له صلى الله عليه وسلم محبة، وللقريب ففيها معنى الصلة للرحم، ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام: "فالصدقة أفضل إلا أن يكون في الهدية معنى تكون به أفضل من الصدقة، مثل الإهداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم محبة له، ومثل الإهداء لقريب يصل به رحمه، وأخ له في الله، فهذا قد يكون أفضل من الصدقة".
[ ص: 50 ] الثالث: أن فالجمهور على جواز الصدقة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يكره ذلك على المعتمد عند الهبة تجوز لآل النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الصدقة، المالكية.
الرابع: قال في الشرح الممتع: "والفرق بين الهدية والصدقة: أن ما قصد به التودد والألفة فهو هدية; لما جاء في الحديث: وما قصد به التقرب إلى الله فهو صدقة، وعلى هذا فتكون الصدقة للمحتاج، والهدية للغني". "تهادوا تحابوا"،