التفسير:
والعاديات ضبحا : قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: هي الخيل، و (الضبح) : شدة النفس عند العدو.
وعن علي، وابن مسعود: أنها الإبل، قال علي رضي الله عنه: وهذا في وقعة بدر، لم يكن معنا فيها غير فرسين، وعن علي أيضا: أن المعنى: والعاديات من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى.
وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، فنزلت [ ص: 151 ] هذه السورة.
و (الضبح) : أكثر ما يستعمل في الخيل، و (الضبع) : في الإبل، وقد تبدل الحاء من العين.
أبو صالح: (الضبح) من الخيل: الحمحمة، ومن الإبل: التنفس. عطاء: ليس شيء من الدواب يضبح إلا الفرس والكلب.
وقوله: فالموريات قدحا : قال ابن عباس: هي الخيل، توري النار بسنابكها، وعنه أيضا: الخيل في الجهاد، إذا نزلوا; أوروا النار، وعنه أيضا: أن المراد بـ(الموريات قدحا) : مكر الرجال، وقاله مجاهد; فهو مثل للمكر.
ابن مسعود: هي الإبل تطأ الحصى، فتخرج منه النار.
وقوله: فالمغيرات صبحا : الخيل تغير على العدو عند الصبح، عن ابن عباس وغيره.
ابن مسعود: هي الإبل حين يفيضون من جمع إلى منى.وقوله: فأثرن به نقعا : بالمكان الذي أغارت به، و (النقع) : الغبار.
وقوله: فوسطن به جمعا أي: وسطن بالمكان جمعا من العدو.
وقال ابن مسعود: فوسطن به جمعا يعني: مزدلفة.
[ ص: 152 ] وقوله: إن الإنسان لربه لكنود : {الإنسان} ههنا: الكافر، وهذا جواب القسم.
و (الكنود) : الكفور، قاله ابن عباس، والحسن، وغيرهما.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الكنود: الكفور الذي يأكل وحده، ويمنع رفده ويضرب عبده) .
الحسن: (الكنود) الذي يلوم ربه في المصيبات، وينسى الحسنات.
وقوله: وإنه على ذلك لشهيد أي: وإن ربه على ذلك لشهيد، عن قتادة وغيره.
الحسن: المعنى : وإن الإنسان على ذلك لشهيد.
وقوله: وإنه لحب الخير لشديد [أي: وإن الإنسان لحب الخير لشديد، والخير: المال; والمعنى: من أجل المال]، [ومعنى (شديد) : بخيل، وقيل: المعنى: وإنه لشديد الحب للمال].
[ ص: 153 ] وقوله: أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور : أي أثير وقلب، و {بعثر} و {بحثر} بمعنى.
وقوله: وحصل ما في الصدور أي: ميز ما فيها من خير أو شر، وقال ابن عباس: أبرز.


