أضاءت ما حوله : أضاءت حوله، فـ {ما} زائدة مؤكدة، وقيل: هي مفعولة لـ {أضاءت} ، وجواب (لما) : ومعنى ذهب الله بنورهم ، [وقيل: الجواب محذوف، وهو (طفئت) ، ونحوه، فمعنى ذهب الله بنورهم ] أي: ذهب به في الآخرة، كما تقدم، وقيل: معناه: أطلع الله المؤمنين على نفاقهم.
صم بكم عمي تمثيل لمن لا ينتفع بسمعه ونطقه وبصره.
أو كصيب من السماء الآية، (الصيب) : المطر، وأصله: (صيوب) عند البصريين، و (صويب) عند الكوفيين، وهو من (صاب يصوب; إذا نزل من علو إلى سفل، وهذا مثل للمنافقين أيضا، و {أو} : للإباحة، والمعنى: مثلوهم بأي المثلين شئتم، فما في الصيب من الظلمات مثل لما يعتقدونه من الكفر، والرعد [ ص: 145 ] والبرق مثل لما يخوفون به.
وقيل: المطر مثل للقرآن، والظلمات مثل لشكهم فيه، والرعد: مثل لما في القرآن [من الزجر، والبرق: مثل لما فيه من البيان، والصواعق: مثل لما في القرآن] من الدعاء إلى القتال في العاجل، والوعيد في الآجل، و (الصاعقة) : الصوت الشديد.
والله محيط بالكافرين أي: لا يفوتونه، : يجمعهم في الآخرة. مجاهد
يكاد البرق يخطف أبصارهم من جعل البرق مثلا للتخويف; [فالمعنى: أن خوفهم مما ينزل بهم يكاد يذهب بأبصارهم، ومن جعله مثلا للبيان الذي في القرآن; فالمعنى: أنهم جاءهم من البيان ما بهرهم].
كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا أي: [إذا] نزل القرآن بم يحبون; مالوا إليه، وإذا نزل بما يكرهون; نافقوا، عن . ابن عباس
: إذا رأى المنافق رخاء; قال: أنا معكم، وإذا رأى شدة; لم يصبر. قتادة
وقيل: إضاءته لهم: امتناعهم بحرمته، وإظلامه: شكهم فيه، وثبوتهم على الكفر به.
ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم أي: لو شاء لأطلع المؤمنين عليهم، [ ص: 146 ] فذهب منهم عز الإسلام، وخص السمع والبصر; لتقدم ذكرهما، ولأنهما اثنان من أشرف ما في الإنسان.
وهذه عشرون آية على عدد الكوفيين، منها أربع آيات; وهي الأولى في وصف المؤمنين، ثم تليها اثنتان في ذكر الكافرين، وبقيتها في ذكر المنافقين.