واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله  قال  ابن عباس   : هذه آخر آية نزلت من القرآن.  
غيره: نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ساعات. 
وقيل: عاش عليه الصلاة والسلام بعد نزولها تسع ليال. 
ومعنى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله   : يوم القيامة، وقيل: يوم موت الإنسان. 
وقوله: آمن الرسول بما أنـزل إليه من ربه والمؤمنون  روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كتب الله كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»  . 
كل آمن بالله  أي: كلهم آمن بالله. 
لا نفرق بين أحد من رسله  أي: يقولون: لا نفرق بينهم، فنؤمن ببعض، ونكفر ببعض. 
 [ ص: 614 ] غفرانك ربنا   : مصدر استغني به عن الفعل، والتقدير: اغفر لنا غفرانك، [وقدره بعضهم: نسألك غفرانك]. 
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها  أي: قدر طاقتها. 
لها ما كسبت   : من الخير، وعليها ما اكتسبت   : من الشر، عن  محمد بن كعب.  
وقيل: معناه: لا يؤاخذ أحدا بذنب أحد. 
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا  قيل: هو من النسيان الذي هو ضد الذكر، وقيل: معناه: الترك; فيكون المعنى: إن تركنا شيئا من أوامرك. 
ومعنى {أخطأنا} : لم نتعمد الذنب، فإن تعمد الذنب; قيل: خطئنا. 
وقيل: معنى {أخطأنا} : دخلنا في الخطيئة. 
ولا تحمل علينا إصرا   : (الإصر) : العهد، عن  مجاهد   . 
 ابن جبير   : شدة العمل، نحو ما شدد على بني إسرائيل.  
 مالك   : هو الأمر الغليظ. 
 أبو عبيدة   : الثقل، وهذا أصله في اللغة، وإليه ترجع الأقوال المتقدمة. 
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به  أي: ما لا نستطيعه إلا على مشقة، ولم يريدوا  [ ص: 615 ] سؤاله ألا يكلفهم ما لا يطيقونه; لأن الله تعالى لا يكلف العباد ما لا يطيقون. 
وأجاز  الأشعري  ومن قال بقوله جواز تكليف الله تعالى عباده الشيء في حال عدم قدرتهم عليه،  واستدلوا بقوله: وكانوا لا يستطيعون سمعا   [الكهف: 101]، وشبهه، فأخبر عنهم بعدم استطاعة القبول، وقد كلفهم إياه، وقالوا: فلو كان تكليف ما لا يطاق ظلما وجورا; كان هؤلاء الذين أحسن الله الثناء عليهم قد سألوه ألا يظلمهم، والله تعالى لا يثني على قوم يجيزون عليه مثل هذا. 
وقوله: واعف عنا  أي: امح ذنوبنا، و(العافية) : دروس البلاء، و(العافي) : الدارس الممحي. 
واغفر لنا   : غط ذنوبنا واسترها. 
أنت مولانا  أي: ولي نصرنا على أعدائنا. 
وفيما أخبر به من الدعاء ههنا وجهان: 
أحدهما: أن يكون تعليما للخلق كيف يدعون. 
 [ ص: 616 ] والثاني: أن يكون على إضمار القول، كأنه قال: يقولون كذا وكذا. 
				
						
						
