التفسير:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104ولا تهنوا في ابتغاء القوم أي: لا تضعفوا عن طلبهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104فإنهم يألمون : من الجراح
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104كما تألمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104وترجون : من ثواب الله ونصره
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104ما لا يرجون ، وقيل : معناه : وتخافون من الله ما لا يخافون; كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105إنا أنـزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره: نزلت في
طعمة بن أبيرق ، وكانت عنده درع وديعة، فجحدها، فخوصم عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد : سرقها، وقيل: إنه طرحها في دار يهودي آخر; ليتهم بها، وكان اسم ذلك اليهودي الذي طرحها في داره فيما روي:
زيد بن السمين ، وقيل : كان مسلما يقال له:
لبيد بن سهل، وهو معنى قول الله
[ ص: 343 ] تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ; فهذه الآي إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115وساءت مصيرا في قصة
طعمة. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105ولا تكن للخائنين خصيما : (خصيم) : اسم الفاعل; كقولك : (جالسته فأنا جليسه) ، ولا يكون (فعيلا) بمعنى (مفعول) ، يدل على ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم فـ (الخصيم) : هو المجادل.
وقوله : (واستغفر الله) قيل: أمر الله ـ تعالى ـ نبيه عليه الصلاة والسلام
بالاستغفار، لما هم بالدفع عن
طعمة، وقيل: على جهة التسبيح، لا من ذنب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم أي: لا تحاج عن الذين يخونون أنفسهم.
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما : (خوان) : أبلغ من (خائن) ; لأنه من أبنية المبالغة.
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله يعني:
طعمة، [ ص: 344 ] وقيل : الذين جاؤوا يجادلون عنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109ها أنتم هؤلاء : القول فيه كالقول المتقدم في (آل عمران) [119].
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108إذ يبيتون ما لا يرضى من القول : (القول) بمعنى: المقول; لأن نفس القول لا يبيت، ويحتمل أن يكون (القول) بمعنى الرأي والاعتقاد; كقولك: (مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي) .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة : لفظه استفهام، ومعناه: الإنكار.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109أم من يكون عليهم وكيلا : (الوكيل) : القائم بتدبير الأمر، فالله قائم بتدبير خلقه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ، أي: من يظلم غيره، أو يظلم نفسه.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110يجد الله غفورا رحيما : يعلمه كذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=111فإنما يكسبه على نفسه أي: عاقبته عائدة عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ومن يكسب خطيئة أو إثما : (الخطيئة) : ما لم يتعمد، و (الإثم) : ما تعمد، وقيل : (الخطيئة) : الصغيرة، و (الإثم) : الكبيرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ثم يرم به بريئا : (الهاء) في (به) للإثم، أو للخطيئة; لأن معناها: الإثم، أو لهما جميعا.
[ ص: 345 ] و (البهتان) : الذي يواجه به صاحبه، ويكابر عليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113لهمت طائفة منهم أن يضلوك يعني: الذين شهدوا عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببراءة
طعمة، ثم أعلم أنهم كانوا يضلون أنفسهم، ولا يضرونه من شيء.
التَّفْسِيرُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ أَيْ: لَا تَضْعُفُوا عَنْ طَلَبِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ : مِنَ الْجِرَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104كَمَا تَأْلَمُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104وَتَرْجُونَ : مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104مَا لا يَرْجُونَ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : وَتَخَافُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَخَافُونَ; كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105إِنَّا أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُ: نَزَلَتْ فِي
طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ دِرْعٌ وَدِيعَةً، فَجَحَدَهَا، فَخُوصِمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ : سَرَقَهَا، وَقِيلَ: إِنَّهُ طَرَحَهَا فِي دَارِ يَهُودِيٍّ آخَرَ; لِيُتَّهَمَ بِهَا، وَكَانَ اسْمُ ذَلِكَ الْيَهُودِيِّ الَّذِي طَرَحَهَا فِي دَارِهِ فِيمَا رُوِيَ:
زَيْدَ بْنَ السَّمِينِ ، وَقِيلَ : كَانَ مُسْلِمًا يُقَالُ لَهُ:
لَبِيدُ بْنُ سَهْلٍ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ
[ ص: 343 ] تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ; فَهَذِهِ الْآيُ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115وَسَاءَتْ مَصِيرًا فِي قِصَّةِ
طُعْمَةَ. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا : (خَصِيمٌ) : اسْمُ الْفَاعِلِ; كَقَوْلِكَ : (جَالَسْتُهُ فَأَنَا جَلِيسُهُ) ، وَلَا يَكُونُ (فَعِيلًا) بِمَعْنَى (مَفْعُولٌ) ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ فَـ (الْخَصِيمُ) : هُوَ الْمُجَادِلُ.
وَقَوْلُهُ : (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ) قِيلَ: أَمَرَ اللَّهُ ـ تَعَالَى ـ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
بِالِاسْتِغْفَارِ، لَمَّا هَمَّ بِالدَّفْعِ عَنْ
طُعْمَةَ، وَقِيلَ: عَلَى جِهَةِ التَّسْبِيحِ، لَا مِنْ ذَنْبٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ أَيْ: لَا تُحَاجَّ عَنِ الَّذِينَ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=107إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا : (خَوَّانٌ) : أَبْلَغُ مِنْ (خَائِنٍ) ; لِأَنَّهُ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ يَعْنِي:
طُعْمَةُ، [ ص: 344 ] وَقِيلَ : الَّذِينَ جَاؤُوا يُجَادِلُونَ عَنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ : الْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ الْمُتَقَدِّمِ فِي (آلَ عِمْرَانَ) [119].
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ : (الْقَوْلُ) بِمَعْنَى: الْمَقُولُ; لِأَنَّ نَفْسَ الْقَوْلِ لَا يُبَيَّتُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ (الْقَوْلُ) بِمَعْنَى الرَّأْيِ وَالِاعْتِقَادِ; كَقَوْلِكَ: (مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : لَفْظُهُ اسْتِفْهَامٌ، وَمَعْنَاهُ: الْإِنْكَارُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا : (الْوَكِيلُ) : الْقَائِمُ بِتَدْبِيرِ الْأَمْرِ، فَاللَّهُ قَائِمٌ بِتَدْبِيرِ خَلْقِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ، أَيْ: مَنْ يَظْلِمُ غَيْرَهُ، أَوْ يَظْلِمُ نَفْسَهُ.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا : يَعْلَمُهُ كَذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=111فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ أَيْ: عَاقِبَتُهُ عَائِدَةٌ عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا : (الْخَطِيئَةُ) : مَا لَمْ يُتَعَمَّدْ، وَ (الْإِثْمُ) : مَا تُعُمِّدَ، وَقِيلَ : (الْخَطِيئَةُ) : الصَّغِيرَةُ، وَ (الْإِثْمُ) : الْكَبِيرَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=112ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا : (الْهَاءُ) فِي (بِهِ) لِلْإِثْمِ، أَوْ لِلْخَطِيئَةِ; لِأَنَّ مَعْنَاهَا: الْإِثْمُ، أَوْ لَهُمَا جَمِيعًا.
[ ص: 345 ] وَ (الْبُهْتَانُ) : الَّذِي يُوَاجِهُ بِهِ صَاحِبَهُ، وَيُكَابِرُ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ يَعْنِي: الَّذِينَ شَهِدُوا عِنْدَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِبَرَاءَةِ
طُعْمَةَ، ثُمَّ أُعْلِمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُضِلُّونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلَا يَضُرُّونَهُ مِنْ شَيْءٍ.