التفسير:
قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: هو أن يدعو على من ظلمه، ومعناه عند
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أن يخبر بظلم ظالمه ، قال : ونزلت بسبب رجل ضاف قوما; فلم يحسنوا إليه; فالمعنى: لكن من ظلم; فله أن يذكر ما فعل به.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول، لكن
nindex.php?page=treesubj&link=32527من ظلم، فانتصر بمثل ما ظلم به; فليس عليه جناح. nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : هو الرجل يظلم; فلا ينبغي أن يدعو على من ظلمه، ولكن ليقل: اللهم أعني عليه، واستخرج لي حقي منه، ونحوه.
قطرب: إنما يراد بذلك: المكره; لأنه مظلوم، فذلك موضوع عنه وإن كفر، قال: ويجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148إلا من ظلم على البدل، كأنه قال: لا يحب الله إلا من ظلم، يريد: أنه يأجره، ولا يحب الظالم، فالتقدير على هذا: لا يحب الله ذا الجهر بالسوء.
[ ص: 374 ] ومن قرأ : إلا من ظلم ; فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : معناه : ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : المعنى: لا يحب الله أن يقال لمن تاب من النفاق : ألست نافقت؟ إلا من ظلم; أي: أقام على النفاق، ودل على ذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146إلا الذين تابوا .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: يجوز أن يكون المعنى: إلا من ظلم فقال سوءا; فإنه ينبغي أن يأخذوا على يديه ، فهو على هذا استثناء منقطع، وقيل : المعنى: لا يجهر أحد بالسوء من القول، إلا من ظلم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إن الذين يكفرون بالله ورسله ، الآية; يعني به :
اليهود والنصارى، وقد تقدم مثله.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: اتخذوا اليهودية والنصرانية، وتركوا الإسلام.
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: يريدون أن يتخذوا بين ذلك دينا يدينون الله به.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=151أولئك هم الكافرون حقا : تأكيد يزيل التوهم في إيمانهم، حين وصفهم بأنهم يقولون: نؤمن ببعض، ونكفر ببعض .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=152والذين آمنوا بالله ورسله ، الآية; يعني به : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمته.
[ ص: 375 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابا من السماء : سألته
اليهود أن ينزل عليهم كتابا مكتوبا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، وغيره.
وتقدم معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فقالوا أرنا الله جهرة ، ورفع الطور.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154بميثاقهم بما أعطوه من الميثاق ليعملن بما في التوراة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم أي: [فبنقضهم ميثاقهم، و (ما) : مؤكدة، والباء: متعلقة بمحذوف، التقدير]: فبنقضهم ميثاقهم لعناهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : هو متعلق بما قبله; والمعنى: فأخذتهم الصاعقة [بظلمهم، إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم ، قال : ففسر ظلمهم الذي أخذتهم الصاعقة] من أجله بما بعده; من نقضهم ميثاقهم، وقتلهم الأنبياء، وسائر ما بين من الأشياء التي ظلموا فيها أنفسهم، وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره; لأن الذين أخذتهم الصاعقة كانوا على عهد
موسى، والذين قتلوا الأنبياء، ورموا
مريم بالبهتان كانوا بعد
موسى بزمان، فلم تأخذ الصاعقة الذين أخذتهم برميهم
مريم بالبهتان ، وهذا لا يلزم; لأنه يجوز أن يخبر عنهم والمراد آباؤهم، على ما قدمناه في غير هذا الموضع.
[ ص: 376 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى : فبنقضهم ميثاقهم حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم.
وقيل : المعنى: فبنقضهم ميثاقهم، وفعلهم كذا، وفعلهم كذا; طبع الله
على قلوبهم.
وكرر قوله: (وبكفرهم) ; ليخبر أنهم كفروا كفرا بعد كفر.
وقيل : المعنى: وبكفرهم بالمسيح، فحذف; لدلالة ما بعده عليه، والعامل في (بكفرهم) : هو العامل في (بنقضهم) ; لأنه معطوف عليه، ويجوز أن يكون العامل فيه (طبع) .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157ولكن شبه لهم أي : ألقي شبهه على غيره ، وقيل : لم يكونوا يعرفون شخصه، وقتلوا الذي قتلوه وهم شاكون فيه، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ، والإخبار : قيل: إنه عن جميعهم، وقيل: لم يختلف فيه إلا عوامهم،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : معنى اختلافهم فيه: قول بعضهم: إنه إله، [وبعضهم: هو ابن الله ، تعالى الله] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه يقينا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : المعنى: ما قتلوا ظنهم يقينا;
[ ص: 377 ] فهو كقولك : (قتلته علما) ; إذا علمته علما تاما.
وقيل : المعنى: وما قتلوا علمهم يقينا.
وقيل: المعنى: وما قتلوا الذي شبه لهم أنه عيسى يقينا، [فالوقف على هذه الأقوال على قوله: (يقينا) .
وقيل: إن المعنى: وما قتلوا
عيسى]، والوقف على (وما قتلوه) ، و (يقينا) : نعت لمصدر محذوف; أي: قالوا هذا قولا يقينا،
النحاس: إن قدرت المعنى: (بل رفعه الله إليه يقينا) ; فهو خطأ; لأنه لا يعمل ما بعد (بل) فيما قبلها; لضعفها.
وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري الوقف على قوله: (وما قتلوه) ، على أن ينصب (يقينا) بفعل مضمر هو جواب القسم، تقديره: ولقد صدقتم يقينا; أي: صدقا يقينا ، ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه مستأنفا.
[ ص: 378 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه أي : إلى سمائه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهم: المعنى: ليؤمنن بالمسيح قبل موت الكتابي.
وقيل: إن الهاءين جميعا
لعيسى; والمعنى: ليؤمنن به من كان حيا حين
نزوله، وقبل يوم القيامة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد ، وغيرهما.
وفي الآية على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: حذف موصوف; التقدير : وإن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به قبل موته، وفيها على مذهب الكوفيين: حذف موصول; التقدير : وإن من أهل الكتاب إلا من ليؤمنن به، وفيه قبح; لأن الصلة كبعض الموصول، فكأنه حذف بعض الاسم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا أي: بأنه بلغ، ويشهد لمن صدقه بالتصديق، وعلى من كذبه بالتكذيب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ; قدم (فبظلم) ; إذ هو الغرض الذي قصد إلى الإخبار عنه بأنه سبب التحريم.
الزجاج : هذا بدل من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم .
[ ص: 379 ] و (الطيبات) : ما قصه الله في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=146وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر .
و (الظلم) : هو نقضهم الميثاق، وكفرهم بآيات الله، وما ذكر قبل هذا وبعده.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لكن الراسخون في العلم الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162الراسخون في العلم : الثابتون فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162والمقيمين الصلاة : مذكور في الإعراب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح : هذا متصل بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ، فأعلم الله ـ تعالى ـ أن أمر
محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأمر من تقدمه من الأنبياء، وفي عطف بعض الأنبياء على بعض تقديم المتأخر على المتقدم; لأن الواو لا توجب الترتيب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما : أكده بالمصدر; ليدل على أنه تولى تكليمه بنفسه عز وجل.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لكن الله يشهد بما أنـزل إليك : هذا محمول على المعنى; لأن (لكن) لا تقع إلا بعد نفي، فلما كانوا قد كذبوا; صاروا قد نفوا، وأيضا: فإن بعدها هنا جملة، فوقوعها بعد الإيجاب جائز، وإنما لا تقع (لكن) إلا بعد نفي إذا كان بعدها مفرد.
[ ص: 380 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أنـزله بعلمه أي: وفيه علمه، وقيل: أنزله وهو يعلم أنك أهل لإنزاله عليك.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166والملائكة يشهدون : ذكر شهادة الملائكة; ليقابل بها شهادة الآدميين.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم أي: لا تتجاوزوا فيه حد الحق; ويعني بذلك - فيما ذكره المفسرون-:
nindex.php?page=treesubj&link=32426_34262غلو اليهود في عيسى ـ عليه السلام ـ حتى قذفوا
مريم، و
nindex.php?page=treesubj&link=31994غلو النصارى فيه، حتى جعلوه ربا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وروح منه : سمي (روحا) ; بسبب نفخة
جبريل عليه السلام، فسمي النفخ روحا; لأنه ريح يخرج من روح.
وقيل: سمي روحا; لأنه كان بإحياء الله إياه، وقوله: (كن) ; فالمعنى:
وحياة منه.
وقيل : معنى : (روح) رحمة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : معنى (وروح منه) : أن الله لما أخرج ذرية
آدم من ظهره، وجعلهم أرواحا; كان روح
عيسى في تلك الأرواح، فأرسل إلى
مريم، فدخل فيها، فحملت.
[ ص: 381 ] وقيل: إن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وروح منه معطوف على المضمر الذي هو اسم الله ـ تعالى ـ في
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19ألقها ، و (الروح) :
جبريل; فكان التقدير: ألقى الله
وجبريل الكلمة إلى
مريم.
وقيل: إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وروح منه : وبرهان منه، سمي روحا; لأنه يحيا به من قبله .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171ولا تقولوا ثلاثة أي: لا تقولوا: آلهتنا ثلاثة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج.
غيره: لا تقولوا: الله ثلاثة، كما
nindex.php?page=treesubj&link=29434قالت النصارى: أب، وابن، وروح القدس. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون : استدل من يرى أن الملائكة أفضل من الآدميين بهذه الآية، ومعنى (لن يستنكف) : لن يأنف من أن يكون عبدا لله ، ومعنى (المقربين) : المقربون من رحمة الله ورضاه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وأنـزلنا إليكم نورا مبينا يعني: القرآن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما.
و (البرهان) ههنا: النبي صلى الله عليه وسلم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : (البرهان) هنا: الحجة.
[ ص: 382 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن امرؤ هلك ليس له ولد أي : ليس له ولد ولا والد; لأنه لا يكون كلالة إلا إذا لم يترك ولدا ولا والدا، ودل على هذا المحذوف ذكر الكلالة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وله أخت يعني: من أبيه وأمه، وقد تقدم ذكر أحكامها.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يبين الله لكم أن تضلوا أي: كراهة أن تضلوا، فحذف المضاف .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبو عبيد: لئلا تضلوا، فحذفت (لا) .
وقيل : المعنى: يبين الله لكم الضلال; لتجتنبوه; فـ (أن) والفعل مصدر.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مِنَ ظُلِمَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: هُوَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ، وَمَعْنَاهُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ: أَنْ يُخْبِرَ بِظُلْمِ ظَالِمِهِ ، قَالَ : وَنَزَلَتْ بِسَبَبِ رَجُلٍ ضَافَ قَوْمًا; فَلَمْ يُحْسِنُوا إِلَيْهِ; فَالْمَعْنَى: لَكِنْ مَنْ ظُلْمَ; فَلَهُ أَنْ يَذْكُرَ مَا فُعِلَ بِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ، لَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32527مَنْ ظُلِمَ، فَانْتَصَرَ بِمِثْلِ مَا ظُلِمَ بِهِ; فَلَيْسَ عَلَيْهِ جُنَاحٌ. nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : هُوَ الرَّجُلُ يُظْلَمُ; فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِ، وَاسْتَخْرِجْ لِي حَقِّي مِنْهُ، وَنَحْوَهُ.
قُطْرُبٌ: إِنَّمَا يُرَادُ بِذَلِكَ: الْمُكْرَهُ; لِأَنَّهُ مَظْلُومٌ، فَذَلِكَ مَوْضُوعٌ عَنْهُ وَإِنْ كَفَرَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148إِلا مَنْ ظُلِمَ عَلَى الْبَدَلِ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا يُحِبُّ اللَّهُ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ، يُرِيدُ: أَنَّهُ يَأْجُرُهُ، وَلَا يُحِبُّ الظَّالِمَ، فَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا: لَا يُحِبُّ اللَّهُ ذَا الْجَهْرِ بِالسُّوءِ.
[ ص: 374 ] وَمَنْ قَرَأَ : إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ; فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : مَعْنَاهُ : مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : الْمَعْنَى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ تَابَ مِنَ النِّفَاقِ : أَلَسْتَ نَافَقْتَ؟ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ; أَيْ: أَقَامَ عَلَى النِّفَاقِ، وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146إِلا الَّذِينَ تَابُوا .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: إِلَّا مَنْ ظَلَمَ فَقَالَ سُوءًا; فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى: لَا يَجْهَرْ أَحَدٌ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ، إِلَّا مَنْ ظَلَمَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، الْآيَةَ; يَعْنِي بِهِ :
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَثَلُهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: اتَّخَذُوا الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ، وَتَرَكُوا الْإِسْلَامَ.
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ: يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ دِينًا يَدِينُونَ اللَّهَ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=151أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا : تَأْكِيدٌ يُزِيلُ التَّوَهُّمَ فِي إِيمَانِهِمْ، حِينَ وَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ، وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=152وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، الْآيَةَ; يَعْنِي بِهِ : النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَمَتَّهُ.
[ ص: 375 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ : سَأَلَتْهُ
الْيَهُودُ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مَكْتُوبًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ، وَرَفْعُ الطُّورِ.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154بِمِيثَاقِهِمْ بِمَا أَعْطَوْهُ مِنَ الْمِيثَاقِ لَيَعْمَلُنَّ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ أَيْ: [فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ، وَ (مَا) : مُؤَكِّدَةٌ، وَالْبَاءُ: مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، التَّقْدِيرُ]: فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبْلَهُ; وَالْمَعْنَى: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ [بِظُلْمِهِمْ، إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ، قَالَ : فَفَسَّرَ ظُلْمَهُمُ الَّذِي أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ] مِنْ أَجْلِهِ بِمَا بَعْدَهُ; مِنْ نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ، وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ، وَسَائِرِ مَا بَيَّنَ مَنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي ظَلَمُوا فِيهَا أَنْفُسَهُمْ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ; لِأَنَّ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ كَانُوا عَلَى عَهْدِ
مُوسَى، وَالَّذِينَ قَتَلُوا الْأَنْبِيَاءَ، وَرَمَوْا
مَرْيَمَ بِالْبُهْتَانِ كَانُوا بَعْدَ
مُوسَى بِزَمَانٍ، فَلَمْ تَأْخُذِ الصَّاعِقَةُ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمْ بِرَمْيِهِمْ
مَرْيَمَ بِالْبُهْتَانِ ، وَهَذَا لَا يَلْزَمُ; لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُخْبِرَ عَنْهُمْ وَالْمُرَادُ آبَاؤُهُمْ، عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
[ ص: 376 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى : فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ.
وَقِيلَ : الْمَعْنَى: فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ، وَفِعْلِهِمْ كَذَا، وَفِعْلِهِمْ كَذَا; طَبَعَ اللَّهُ
عَلَى قُلُوبِهِمْ.
وَكَرَّرَ قَوْلَهُ: (وَبِكُفْرِهِمْ) ; لِيُخْبِرَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا كُفْرًا بَعْدَ كُفْرٍ.
وَقِيلَ : الْمَعْنَى: وَبِكُفْرِهِمْ بِالْمَسِيحِ، فَحُذِفَ; لِدَلَالَةِ مَا بَعْدَهُ عَلَيْهِ، وَالْعَامِلُ فِي (بِكُفْرِهِمْ) : هُوَ الْعَامِلُ فِي (بِنَقْضِهِمْ) ; لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ (طَبَعَ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أَيْ : أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ شَخْصَهُ، وَقَتَلُوا الَّذِي قَتَلُوهُ وَهُمْ شَاكُّونَ فِيهِ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ، وَالْإِخْبَارُ : قِيلَ: إِنَّهُ عَنْ جَمِيعِهِمْ، وَقِيلَ: لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ إِلَّا عَوَامُّهُمْ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : مَعْنَى اخْتِلَافُهُمْ فِيهِ: قَوْلُ بَعْضِهِمْ: إِنَّهُ إِلَهٌ، [وَبَعْضُهُمْ: هُوَ ابْنُ اللَّهِ ، تَعَالَى اللَّهُ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيّ ُ: الْمَعْنَى: مَا قَتَلُوا ظَنَّهُمْ يَقِينًا;
[ ص: 377 ] فَهُوَ كَقَوْلِكَ : (قَتَلْتُهُ عِلْمًا) ; إِذَا عَلِمْتَهُ عِلْمًا تَامًا.
وَقِيلَ : الْمَعْنَى: وَمَا قَتَلُوا عِلْمَهُمْ يَقِينًا.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: وَمَا قَتَلُوا الَّذِي شُبِّهَ لَهُمْ أَنَّهُ عِيسَى يَقِينًا، [فَالْوَقْفُ عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ عَلَى قَوْلِهِ: (يَقِينًا) .
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَعْنَى: وَمَا قَتَلُوا
عِيسَى]، وَالْوَقْفُ عَلَى (وَمَا قَتَلُوهُ) ، وَ (يَقِينًا) : نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ; أَيْ: قَالُوا هَذَا قَوْلًا يَقِينًا،
النُّحَاسُ: إِنْ قَدَّرْتَ الْمَعْنَى: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَقِينًا) ; فَهُوَ خَطَأٌ; لِأَنَّهُ لَا يَعْمَلُ مَا بَعْدَ (بَلْ) فِيمَا قَبْلَهَا; لِضَعْفِهَا.
وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْوَقْفَ عَلَى قَوْلِهِ: (وَمَا قَتَلُوهُ) ، عَلَى أَنْ يُنْصَبَ (يَقِينًا) بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ هُوَ جَوَابُ الْقَسَمِ، تَقْدِيرُهُ: وَلَقَدْ صَدَقْتُمْ يَقِينًا; أَيْ: صِدْقًا يَقِينًا ، وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مُسْتَأْنَفًا.
[ ص: 378 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ أَيْ : إِلَى سَمَائِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُمْ: الْمَعْنَى: لَيُؤْمِنَنَّ بِالْمَسِيحِ قَبْلَ مَوْتِ الْكِتَابِيِّ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْهَاءَيْنِ جَمِيعًا
لِعِيسَى; وَالْمَعْنَى: لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ مَنْ كَانَ حَيًّا حِينَ
نُزُولِهِ، وَقَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ ، وَغَيْرُهُمَا.
وَفِي الْآيَةِ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ: حَذْفُ مَوْصُوفٍ; التَّقْدِيرُ : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَحَدٌ إِلَّا لِيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَفِيهَا عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ: حَذْفُ مَوْصُولٍ; التَّقْدِيرُ : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا مَنْ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ، وَفِيهِ قُبْحٌ; لِأَنَّ الصِّلَةَ كَبَعْضِ الْمَوْصُولِ، فَكَأَنَّهُ حَذَفَ بَعْضَ الِاسْمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا أَيْ: بِأَنَّهُ بَلَّغَ، وَيَشْهَدُ لِمَنْ صَدَّقَهُ بِالتَّصْدِيقِ، وَعَلَى مَنْ كَذَّبَهُ بِالتَّكْذِيبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ; قَدَّمَ (فَبِظُلْمٍ) ; إِذْ هُوَ الْغَرَضُ الَّذِي قَصَدَ إِلَى الْإِخْبَارِ عَنْهُ بِأَنَّهُ سَبَبُ التَّحْرِيمِ.
الزَّجَّاجُ : هَذَا بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ .
[ ص: 379 ] وَ (الطَّيِّبَاتُ) : مَا قَصَّهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=146وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ .
وَ (الظُّلْمُ) : هُوَ نَقْضُهُمُ الْمِيثَاقَ، وَكُفْرُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ، وَمَا ذُكِرَ قَبْلَ هَذَا وَبَعْدَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ الْآيَةَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ : الثَّابِتُونَ فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ : مَذْكُورٌ فِي الْإِعْرَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ : هَذَا مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَعْلَمَ اللَّهُ ـ تَعَالَى ـ أَنَّ أَمْرَ
مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَأَمْرِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَفِي عَطْفِ بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى بَعْضٍ تَقْدِيمُ الْمُتَأَخِّرِ عَلَى الْمُتَقَدِّمِ; لِأَنَّ الْوَاوَ لَا تُوجِبُ التَّرْتِيبَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا : أَكَّدَهُ بِالْمَصْدَرِ; لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ تَوَلَّى تَكْلِيمَهُ بِنَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْـزَلَ إِلَيْكَ : هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى; لِأَنَّ (لَكِنْ) لَا تَقَعُ إِلَّا بَعْدَ نَفْيٍ، فَلَمَّا كَانُوا قَدْ كَذَّبُوا; صَارُوا قَدْ نَفَوْا، وَأَيْضًا: فَإِنَّ بَعْدَهَا هُنَا جُمْلَةً، فَوُقُوعُهَا بَعْدَ الْإِيجَابِ جَائِزٌ، وَإِنَّمَا لَا تَقَعُ (لَكِنْ) إِلَّا بَعْدَ نَفْيٍ إِذَا كَانَ بَعْدَهَا مُفْرَدٌ.
[ ص: 380 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أَنْـزَلَهُ بِعِلْمِهِ أَيْ: وَفِيهِ عِلْمُهُ، وَقِيلَ: أَنْزَلَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّكَ أَهْلٌ لِإِنْزَالِهِ عَلَيْكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ : ذَكَرَ شَهَادَةَ الْمَلَائِكَةِ; لِيُقَابِلَ بِهَا شَهَادَةَ الْآدَمِيِّينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ أَيْ: لَا تَتَجَاوَزُوا فِيهِ حَدَّ الْحَقِّ; وَيَعْنِي بِذَلِكَ - فِيمَا ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ-:
nindex.php?page=treesubj&link=32426_34262غُلُوَّ الْيَهُودِ فِي عِيسَى ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ حَتَّى قَذَفُوا
مَرْيَمَ، وَ
nindex.php?page=treesubj&link=31994غُلُوَّ النَّصَارَى فِيهِ، حَتَّى جَعَلُوهُ رَبًّا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَرُوحٌ مِنْهُ : سُمِّيَ (رُوحًا) ; بِسَبَبِ نَفْخَةِ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسُمِّيَ النَّفْخُ رُوحًا; لِأَنَّهُ رِيحٌ يَخْرُجُ مِنْ رُوحٍ.
وَقِيلَ: سُمِّيَ رُوحًا; لِأَنَّهُ كَانَ بِإِحْيَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ، وَقَوْلُهُ: (كُنْ) ; فَالْمَعْنَى:
وَحَيَاةٌ مِنْهُ.
وَقِيلَ : مَعْنَى : (رُوحٌ) رَحْمَةٌ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : مَعْنَى (وَرُوحٌ مِنْهُ) : أَنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ
آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ، وَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا; كَانَ رُوحُ
عِيسَى فِي تِلْكَ الْأَرْوَاحِ، فَأُرْسِلَ إِلَى
مَرْيَمَ، فَدَخَلَ فِيهَا، فَحَمَلَتْ.
[ ص: 381 ] وَقِيلَ: إِنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَرُوحٌ مِنْهُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمُضْمَرِ الَّذِي هُوَ اسْمُ اللَّهِ ـ تَعَالَى ـ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19أَلْقِهَا ، وَ (الرُّوحُ) :
جِبْرِيلُ; فَكَانَ التَّقْدِيرُ: أَلْقَى اللَّهُ
وَجِبْرِيلُ الْكَلِمَةَ إِلَى
مَرْيَمَ.
وَقِيلَ: إِنَّ مَعْنًى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَرُوحٌ مِنْهُ : وَبُرْهَانٌ مِنْهُ، سُمِّيَ رُوحًا; لِأَنَّهُ يَحْيَا بِهِ مِنْ قَبْلِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ أَيْ: لَا تَقُولُوا: آلِهَتُنَا ثَلَاثَةٌ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ.
غَيْرِهِ: لَا تَقُولُوا: اللَّهُ ثَلَاثَةٌ، كَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=29434قَالَتِ النَّصَارَى: أَبٌ، وَابْنٌ، وَرُوحُ الْقُدُسِ. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ : اسْتَدَلَّ مَنْ يَرَى أَنَّ الْمَلَائِكَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْآدَمِيِّينَ بِهَذِهِ الْآيَةِ، وَمَعْنَى (لَنْ يَسْتَنْكِفَ) : لَنْ يَأْنَفَ مِنْ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ ، وَمَعْنَى (الْمُقَرَّبِينَ) : الْمُقَرَّبُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضَاهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا يَعْنِي: الْقُرْآنُ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَ (الْبُرْهَانُ) هَهُنَا: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : (الْبُرْهَانُ) هُنَا: الْحُجَّةُ.
[ ص: 382 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ أَيْ : لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ; لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ كَلَالَةً إِلَّا إِذَا لَمْ يَتْرُكْ وَلَدًا وَلَا وَالِدًا، وَدَلَّ عَلَى هَذَا الْمَحْذُوفِ ذِكْرُ الْكَلَالَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176وَلَهُ أُخْتٌ يَعْنِي: مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَحْكَامِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا أَيْ: كَرَاهَةَ أَنْ تَضِلُّوا، فَحُذِفَ الْمُضَافُ .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12074وَأَبُو عُبَيْدٍ: لِئَلَّا تَضِلُّوا، فَحُذِفَتْ (لَا) .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الضَّلَالَ; لِتَجْتَنِبُوهُ; فَـ (أَنْ) وَالْفِعْلُ مَصْدَرٌ.