الإعراب:
nindex.php?page=treesubj&link=28908قوله جل ثناؤه: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وتكتموا الحق يجوز أن يكون معطوفا على {تلبسوا} ، فيكون مجزوما أو منصوبا على الصرف، فهو منصوب بإضمار (أن) ، كأنه قال:
[ ص: 230 ] لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه; أي: وأن تكتموه.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا من قرأ: {تجزئ} ؛ فمعناه: تكفي: (أجزأني الأمر) ؛ أي: كفاني: و {تجزي} : تقضي، وقد تقدم.
وموضع
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48لا تجزي نصب على النعت لـ (يوم) ، وكذلك ما بعده إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48ولا هم ينصرون ، ومع كل جملة ضمير محذوف يعود على (يوم) ، وذلك الضمير يجوز أن يكون (هاء) ، التقدير: (لا تجزيه) ، أو (فيه) ؛ أي: (لا تجزي فيه) ، والوجهان جائزان عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، nindex.php?page=showalam&ids=13673والأخفش، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : لا يكون المحذوف إلا (الهاء) ؛ لأن الظروف عنده لا يجوز حذفها، قال: لا يجوز أن تقول: (هذا رجل قصدت) ، ولا (رأيت رجلا أرغب) ، وأنت
[ ص: 231 ] تريد: قصدت إليه، وأرغب فيه.
واختيار
أبي علي : أن (اليوم) مفعول على السعة، و (الهاء) محذوفة من الصفة كما تحذف من الصلة; لاشتباهها في أن الصفة تخصص الموصوف ولا تعمل فيه، كما لا تعمل الصلة في الموصول، ومرتبة الصفة أن تكون بعد الموصوف، كما أن مرتبة الصلة كذلك.
يريد
أبو علي بقوله: (إن «اليوم» مفعول على السعة : ضمير (اليوم) المحذوف من (يجزيه) ، قال: ولا يكون (اليوم) ههنا إلا مفعولا، ولا يكون ظرفا; لأن التكليف في ذلك اليوم مرتفع، وإنما المعنى: اتقوا هذا اليوم واحذروه.
فهو كقولك: (أحب يوم الجمعة) ، وشبهه، ولولا تقدير الضمائر في هذه الجمل; لم تكن صفة، ولأضفت {يوما} إلى ما بعده.
الْإِعْرَابُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28908قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=42وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى {تَلْبِسُوا} ، فَيَكُونُ مَجْزُومًا أَوْ مَنْصُوبًا عَلَى الصَّرْفِ، فَهُوَ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ (أَنْ) ، كَأَنَّهُ قَالَ:
[ ص: 230 ] لَا يَكُنْ مِنْكُمْ لَبْسُ الْحَقِّ وَكِتْمَانُهُ; أَيْ: وَأَنْ تَكْتُمُوهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٌ شَيْئًا مَنْ قَرَأَ: {تُجْزِئُ} ؛ فَمَعْنَاهُ: تَكْفِي: (أَجَزَأَنِي الْأَمْرُ) ؛ أَيْ: كَفَانِي: وَ {تَجْزِي} : تَقْضِي، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمَوْضِعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48لا تَجْزِي نَصْبٌ عَلَى النَّعْتِ لِـ (يَوْمَ) ، وَكَذَلِكَ مَا بَعْدَهُ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ، وَمَعَ كُلِّ جُمْلَةٍ ضَمِيرٌ مَحْذُوفٌ يَعُودُ عَلَى (يَوْمَ) ، وَذَلِكَ الضَّمِيرُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (هَاءً) ، التَّقْدِيرُ: (لَا تَجْزِيهِ) ، أَوْ (فِيهِ) ؛ أَيْ: (لَا تَجْزِي فِيهِ) ، وَالْوَجْهَانِ جَائِزَانِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ، nindex.php?page=showalam&ids=13673وَالْأَخْفَشِ، nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجِ .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : لَا يَكُونُ الْمَحْذُوفُ إِلَّا (الْهَاءِ) ؛ لِأَنَّ الظُّرُوفَ عِنْدَهُ لَا يَجُوزُ حَذْفُهَا، قَالَ: لَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: (هَذَا رَجُلٌ قَصَدْتُ) ، وَلَا (رَأَيْتُ رَجُلًا أَرْغَبُ) ، وَأَنْتَ
[ ص: 231 ] تُرِيدُ: قَصَدْتُ إِلَيْهِ، وَأَرْغَبُ فِيهِ.
وَاخْتِيَارُ
أَبِي عَلِيٍّ : أَنَّ (الْيَوْمَ) مَفْعُولٌ عَلَى السَّعَةِ، وَ (الْهَاءَ) مَحْذُوفَةٌ مِنَ الصِّفَةِ كَمَا تُحْذَفُ مِنَ الصِّلَةِ; لِاشْتِبَاهِهَا فِي أَنَّ الصِّفَةَ تُخَصِّصُ الْمَوْصُوفَ وَلَا تَعْمَلُ فِيهِ، كَمَا لَا تَعْمَلُ الصِّلَةُ فِي الْمَوْصُولِ، وَمَرْتَبَةُ الصِّفَةِ أَنْ تَكُونَ بَعْدَ الْمَوْصُوفِ، كَمَا أَنَّ مَرْتَبَةَ الصِّلَةِ كَذَلِكَ.
يُرِيدُ
أَبُو عَلِيٍّ بِقَوْلِهِ: (إِنَّ «الْيَوْمَ» مَفْعُولٌ عَلَى السِّعَةِ : ضَمِيرَ (الْيَوْمَ) الْمَحْذُوفَ مِنْ (يَجْزِيهِ) ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ (الْيَوْمَ) هَهُنَا إِلَّا مَفْعُولًا، وَلَا يَكُونُ ظَرْفًا; لِأَنَّ التَّكْلِيفَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُرْتَفِعٌ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: اتَّقُوا هَذَا الْيَوْمَ وَاحْذَرُوهُ.
فَهُوَ كَقَوْلِكَ: (أُحِبُّ يَوْمَ الْجُمْعَةِ) ، وَشَبَهِهِ، وَلَوْلَا تَقْدِيرُ الضَّمَائِرِ فِي هَذِهِ الْجُمَلِ; لَمْ تَكُنْ صِفَةً، وَلَأَضَفْتُ {يَوْمًا} إِلَى مَا بَعْدَهُ.