وقوله تعالى: والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا : نزلت -فيما روي- في أبي عامر الراهب؛ لأنه كان خرج إلى قيصر، وتنصر، ووعدهم قيصر أنه سيأتيهم، فبنوا مسجد الضرار يرصدون مجيئه فيه، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
بنى النبي صلى الله عليه وسلم الحسن: مسجد قباء؛ وهو المؤسس على التقوى، وبنى المنافقون مسجد الضرار، وقالوا: نخلو فيه لحوائجنا، ولا يعاب علينا، وكان أبو عامر الراهب قد خرج إلى الشام يستنجد على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يرصدونه، وتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهم أن يأتيهم؛ فنزلت: لا تقم فيه أبدا .
وروي: أن مسجد الضرار اثنا عشر رجلا من المنافقين من الذين بنوا الأوس والخزرج؛ وهم: خذام بن خالد، وثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، وأبو حبيبة بن الأزعر، [وعباد بن حنيف]، وجارية بن عامر، وابناه [ ص: 297 ] مجمع ويزيد، ونبتل بن الحارث، وبحزج الضبعي، وبجاد بن عثمان، ووديعة بن ثابت، قاله الزهري، ويزيد بن رومان، وغيرهما.
وقوله تعالى: وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى يعنون: الاجتماع للصلاة.