وقوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه : قيل: إنه كان وعده أن يسلم، فلما تبين له أنه عدو لله ؛ بموته؛ تبرأ منه .
وقيل: تبين له أنه عدو لله بنهي الله تعالى إياه عن الاستغفار له.
إنما يتبرأ منه في الآخرة؛ لأنه يسأل فيه يوم القيامة ثلاث مرات، فإذا كان في الثالثة؛ أخذ منه، فيلتفت إليه، فيتبرأ منه. ابن جبير:
وقال كثير من العلماء: لا بأس أن ما داما حيين، ولا يجوز له ذلك إذا ماتا. يدعو الرجل لأبويه الكافرين، ويستغفر لهما
[ ص: 309 ] وقوله تعالى: ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله الآية:
قال نسخها: ابن زيد: وما كان المؤمنون لينفروا كافة [التوبة: 122].
وقيل: هي في السرايا التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثها، وليست بمنسوخة، ولو استنفر المسلمون كافة؛ لم يسع أحدا التخلف عنه، قاله ابن عباس، وغيرهما. وقتادة،
بعث النبي صلى الله عليه وسلم قوما إلى البوادي؛ ليعلموا الناس، فلما نزلت هذه الآية؛ خافوا، ورجعوا؛ فأنزل الله تعالى: مجاهد: وما كان المؤمنون لينفروا كافة .
هذا تكذيب للمنافقين حين قالوا: هلك من تخلف؛ فأنزل الله تعالى: عكرمة: وما كان المؤمنون لينفروا كافة [فيمن تخلف بعذر.
واستدل بعض العلماء بقوله: وما كان المؤمنون ] على إثبات لقوله: خبر الواحد؛ ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، واسم {فرقة} قد يقع على الواحد، وكذلك (الطائفة) ، وقد ذكرنا ذلك في غير موضع من الكتاب.