الإعراب:
رفع اسم {الله} تعالى من قوله: {الحميد، الله} وجره: ظاهران.
وقوله: فيضل الله من يشاء : مستأنف، وليس بمعطوف على {ليبين} ؛ لأن الإرسال إنما وقع للتبيين، لا للإضلال، ويجوز [ ص: 604 ] النصب؛ لأن الإرسال صار سببا للإضلال؛ فيكون كقوله: ليكون لهم عدوا وحزنا [القصص: 8]، وإنما صار الإرسال سببا للإضلال؛ لأنهم كفروا به لما جاءهم، فصار كأنه سبب لكفرهم.
وما لنا ألا نتوكل على الله : ما: استفهام في موضع رفع بالابتداء، و {لنا}: الخبر، وما بعدها في موضع الحال؛ التقدير: أي شيء لنا في ترك التوكل على الله؟
ذلك لمن خاف مقامي : موضع {ذلك} رفع؛ على تقدير: الأمر ذلك، أو ذلك كائن لمن خاف، أو يكون موضعه نصبا؛ على تقدير: فعلنا ذلك.
ومن كسر التاء من قوله: {واستفتحوا} ؛ فهو معطوف على ما سبق من قوله: فأوحى إليهم ربهم ؛ فكأنه قال لهم: لنهلكن الظالمين ، وقال لهم: استفتحوا، وفتح التاء على الخبر.
مثل الذين كفروا بربهم : رفع في قول بالابتداء؛ والتقدير: فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا بربهم. سيبويه
وهو عند على تقدير حذف المضاف؛ التقدير: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كمثل رماد. الكسائي
[ ص: 605 ] وهو عند على تقدير إلغاء {مثل} ؛ التقدير: الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد. الفراء
ويجوز أن تكون مبتدأ؛ كما يقال: (صفة فلان أسمر) ؛ فـ {مثل} بمعنى: (صفة)، و أعمالهم كرماد : ابتداء وخبر، والجملة خبر عن {مثل}.
ويجوز أن يكون {أعمالهم} بدلا من {الذين} على المعنى، والخبر: {كرماد} ؛ والتقدير: أعمال الذين كفروا كرماد صفته كذا.
ويجوز في الكلام جر {أعمالهم} على أنه بدل اشتمال من {الذين}.
ومن قرأ: {في يوم عاصف} بالإضافة؛ فعلى تقدير: في يوم ذي عصف، أو على تقدير: في يوم عاصف الريح.
ومن قرأ: {وأدخل الذين آمنوا} ؛ فهو على الاستئناف؛ والمعنى: وأنا أدخل الذين آمنوا، وقال: بإذن ربهم ، ولم يقل: (بإذني) ؛ تعظيما، وتفخيما، وقراءة الجماعة على أنه فعل مبني للمفعول، ونصب {جنات} على تقدير [ ص: 606 ] حذف حرف الجر؛ لأن (دخلت) لا يتعدى؛ كما لا يتعدى نقيضه؛ وهو (خرجت)، ولا يقاس عليه.
وقوله: تحيتهم فيها سلام : يجوز أن تكون الجملة في موضع الحال من {الذين}، وهي حال مقدرة، ويجوز أن تكون [حالا من المضمرين في {خالدين}، فتكون غير مقدرة، ويجوز أن تكون نعتا لـ {جنات}.
* * *