[ ص: 279 ] قل بئسما يأمركم به إيمانكم  يعني: من الإقامة على قتل الأنبياء. 
قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين   : هذا من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ لأنه قال لهم ذلك، وأعلمهم أنهم إن تمنوا الموت; ماتوا، وكانوا يعلمون ذلك من كتابهم، فلم يقدموا على تمنيه. 
وكذلك امتناع النصارى من المباهلة، على ما سأذكره في (آل عمران) ، وهذه المعجزة إنما كانت على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ثم ارتفعت بوفاته (صلى الله عليه وسلم) ، ونظير ذلك: رجل يقول لقوم يحدثهم بحديث: دلالة صدقي أن أحرك يدي، ولا يقدر أحد منكم أن يحرك يده، فيفعل ذلك، فيكون دليلا على صدقه، ولا تبطل دلالته إن حركوا أيديهم بعد ذلك. 
وقوله: بما قدمت أيديهم   أي: لعلمهم بما قدموه من الكفر بالنبي (صلى الله عليه وسلم) . 
والله عليم بالظالمين  أي: عليم بما يستحقونه من الجزاء; فهو وعيد. 
 [ ص: 280 ] وقيل: هو إخبار من الله تعالى بأنه يعلم ما في ضمائرهم. 
ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا  أي: وأحرص من الذين أشركوا; يعني: المجوس. 
يود أحدهم لو يعمر ألف سنة  يعني: أن تحية المجوس قولهم: عش ألف سنة. 
وذهب  الحسن   : إلى أن الذين أشركوا   : مشركو العرب، خصوا بذلك; لأنهم لا يؤمنون بالبعث، فهم يتمنون طول العمر. 
وأصل {سنة} : (سنهة) ، وقيل: (سنوة) . 
ودخلت {ومن} في: ومن الذين أشركوا  ؛ لأنهما صنفان، فليست اليهود بعض المجوس; فيأتي بغير (من) ، كما جاء أحرص الناس  ؛ إذ كانوا بعض الناس، ويجوز أن يكون التقدير: ومن الذين أشركوا من يود، فيوقف على {حياة} . 
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى: ولتجدنهم وطائفة من الذين أشركوا أحرص الناس على حياة. 
وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر  أي: وما أحدهم بمزحزحه من العذاب تعميره، وتقديره مذكور في الإعراب. 
قل من كان عدوا لجبريل  الآية. 
يروى: أن اليهود قالت: لو كان صاحب محمد  الذي يأتيه بالوحي غير  [ ص: 281 ] جبريل;  لآمنا به، فأما جبريل  فهو عدونا; لأنه صاحب القتل والخسف والعذاب، فنزلت الآية. 
فإنه نـزله على قلبك   : (الهاء) في (فإنه) لجبريل،  وفي (نزله) : للقرآن. 
وقيل: (الهاء) في (فإنه) لله عز وجل، المعنى: فإن الله نزل القرآن، أو نزل جبريل.  
و ( جبريل   ) في قول  ابن عباس،  وغيره: كـ (عبد الله) ، وكذلك ( ميكائيل   ) ، حسب ما قدمناه في (إسرائيل) . 
وقيل: إن هذه الأسماء الأعجمية لا اشتقاق لها، وذكر بعض المفسرين: أن تفسير ( جبريل   )  بالعربية: عبد الله ، و ( ميكائيل   ) : عبيد الله، و ( إسرافيل   ) : عبد الرحمن. 
				
						
						
