التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=52إنا منكم وجلون أي: فزعون.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=55فلا تكن من القانطين : (القنوط): اليأس من رحمة الله.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين : قيل: معنى: {قدرنا}: علمنا، وقيل: هو على بابه؛ أي: هو تقديرنا.
وتقدم معنى {الغابرين}.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=63قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون أي: يشكون؛ يعني: العذاب.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66مقطوع مصبحين أي: عند الصبح.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=70أولم ننهك عن العالمين أي: عن ضيافة أحد من العالمين.
[ ص: 644 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون : (العمر) و (العمر) واحد، إلا أنه لا يستعمل في القسم إلا بالفتح، ومعناه: مدة بقائه حيا، [فإذا قيل لأحد من المخلوقين: لعمرك؛ فإنما معناه: مدة بقائه]، وكره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: (لعمري) ؛ لأن معناه: وحياتي، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: معنى {لعمرك}: وحياتك، وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=11467من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم التي اختص بها، فأقسم الباري عز وجل بحياته صلى الله عليه وسلم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لفي سكرتهم يعمهون أي: لفي جهلهم وغفلتهم يتحيرون.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73فأخذتهم الصيحة مشرقين : يقال: (شرقت الشمس) ؛ إذا طلعت، و (أشرقت) ؛ إذا أضاءت، وقيل: هما لغتان بمعنى، و (الصيحة): العذاب، وتقدم ذكر {سجيل}.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=75إن في ذلك لآيات للمتوسمين أي: المتفرسين، قتادة: المعتبرين،
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: المتفكرين،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: الناظرين،
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: المتبصرين.
وحقيقة (المتوسم): الناظر في السمة الدالة؛ فمعنى (توسمت): نظرت نظر متثبت.
[ ص: 645 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=76وإنها لبسبيل مقيم أي: وإن مدينة قوم
لوط لبطريق واضح.
وقيل: المعنى: وإن الآيات لبطريق واضح، يمر بها كل مجتاز، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وغيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=77إن في ذلك لآية للمؤمنين أي: إن في صنيعنا بقوم لوط لآية للمؤمنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=78وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين : {الأيكة}: الشجرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وغيره، وجمعها (الأيك).
وقيل: هي الشجر الملتف، وروي: أن شجرهم كان ذو ماء.
وقيل: {الأيكة}: اسم القرية، وقيل: اسم البلدة، وتقدم خبر
شعيب وقومه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=79وإنهما لبإمام مبين يعني: مدينة قوم
لوط، وبقعة أصحاب الأيكة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: المعنى: وإنهما لبطريق يؤم، ويتبع.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: تمرون عليهما في أسفاركم.
وقيل: المعنى: وإنهما لفي الكتاب السابق؛ أي: قد سبق ما جرى من أمرهما في أم الكتاب.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=80ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين : {الحجر}:
مدينة ثمود، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري. nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هو الوادي الذي فيه
مدينة ثمود. [ ص: 646 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87ولقد آتيناك سبعا من المثاني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، وغيرهما: يعني: أم القرآن، وروي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، وغيرهما: يعني: السبع الطوال من أول القرآن.
فـ {من} على القولين يجوز أن تكون للتبعيض، ويجوز أن تكون لبيان الجنس.
nindex.php?page=treesubj&link=28892_28882وسميت أم القرآن مثاني؛ لأنها تثنى في كل صلاة، وقيل: لأن الله عز وجل استثناها لأمة
محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعطها أحدا قبلهم، وسميت السبع الطوال مثاني؛ لأن الفرائض والقصص تثنى فيها؛ وهي من (البقرة) إلى (الأعراف) ست، واختلف في السابعة؛ فقيل: هي (يونس)، وقيل: هي (الأنفال) و (براءة) ؛ وكانتا سورة واحدة.
ويجوز أن يكون {المثاني} القرآن كله؛ كما قال في موضع آخر:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كتابا متشابها مثاني [الزمر: 23]، سمي أيضا مثاني؛ لأن الأخبار تثنى فيه، فتكون {من} للتبعيض.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم أي: استغن بالقرآن عما في أيدي الأغنياء، وتقدم القول في معنى (الأزواج).
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88ولا تحزن عليهم أي: لا تحزن على المشركين إن لم يؤمنوا.
وقيل: المعنى: لا تحزن على ما متعوا به في الدنيا؛ فلك في الآخرة أفضل منه.
[ ص: 647 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88واخفض جناحك للمؤمنين أي: ألنه لهم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كما أنـزلنا على المقتسمين : [أي: وقل: إني أنا النذير المبين ما جئتكم به، أنذركم عذابا كما أنزل على المقتسمين].
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: يعني بـ {المقتسمين}: أهل الكتاب، اقتسموه، فآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه.
وقيل: هم كفار قريش، عضوا القرآن؛ أي: فرقوا القول فيه؛ فقال بعضهم: هو سحر، وبعضهم: شعر، وبعضهم: أساطير الأولين، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هم أهل الملل.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: هم أهل الكتاب، اقتسموا القرآن؛ فقال بعضهم: هذه السورة لي، وقال الآخر: هذه السورة لي؛ استهزاء.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: هم قوم
صالح، تقاسموا على تبييته.
وقيل: هم قوم من المشركين، اقتسموا على طريق
مكة ينفرون الناس عن
[ ص: 648 ] النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال بعضهم: هو ساحر، [وقال بعضهم: هو شاعر]، وقال بعضهم: هو مجنون؛ فأنزل الله تعالى بهم عذابا أهلكهم، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقال: كانوا اثني عشر، وقال بنحوه
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء.
وقيل: هم قوم أقسموا ألا يؤمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم.
ومعنى قوله: {عضين}: مفرقا؛ بالإيمان ببعضه، والكفر ببعضه، أو بتفريقهم القول في القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم، حسب ما تقدم.
وواحد {عضين}: (عضة)، والمنقوص منه لام الفعل، وهي واو، فهو مثل: (عزة) و (عزين).
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: هو مأخوذ من (العضاه) ؛ وهي شجر، قال: والعرب تقول: (عضيت الشيء) ؛ إذا وزعته، و (عضيت الذبيحة) ؛ إذا قطعتها أعضاء، و (العضة): القطعة منها، والجمع: (عضون).
[ ص: 649 ] nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: هو مأخوذ من (الأعضاء) ؛ والمعنى: أنهم فرقوا القول فيه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=92فوربك لنسألنهم أجمعين يعني: الذين جعلوا القرآن عضين؛ أي: لنسألنهم في الآخرة عما كانوا يعملون في الدنيا، وقيل: هي عامة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فاصدع بما تؤمر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أي:
nindex.php?page=treesubj&link=1567اجهر بالقرآن في الصلاة، ومنه: (صدع بالشيء) ؛ إذا أظهره، ومنه قيل للصبح: (صديع).
وقيل: المعنى: اصدع الباطل بما تؤمر؛ أي: افرقه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إنا كفيناك المستهزئين : قيل: هم خمسة:
الوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن عبد المطلب، وفي خبر آخر: كانوا ستة، زيد فيهم:
الحارث بن عيطلة.
ويروى: أنهم مروا على النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا، فجعل
جبريل يقول: كيف هذا؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بئس عبد الله"، فيقول له
جبريل: كفيناكه، فتعلق برداء
الوليد سهم، فذهب ليجلس؛ فقطع أكحله؛ فمات منه، وضرب
الأسود ابن عبد يغوث بغصن فيه شوك في وجهه؛ فسالت حدقتاه، ووطئ
[ ص: 650 ] العاصي بن وائل شوكة؛ فتساقط لحمه عن عظامه؛ فمات، وأما
الأسود بن عبد المطلب، وعدي بن قيس؛ فقام أحدهما من الليل، فشرب من جرة حتى انفتق بطنه، فمات، ولدغت الآخر حية؛ فمات، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هلكوا في ليلة واحدة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=98فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين أي: وال العبادة إلى الممات.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=52إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ أَيْ: فَزِعُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=55فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ : (الْقُنُوطُ): الْيَأْسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ : قِيلَ: مَعْنَى: {قَدَّرْنَا}: عَلِمْنَا، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى بَابِهِ؛ أَيْ: هُوَ تَقْدِيرُنَا.
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى {الْغَابِرِينَ}.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=63قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ أَيْ: يَشُكُّونَ؛ يَعْنِي: الْعَذَابَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ أَيْ: عِنْدَ الصُّبْحِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=70أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ أَيْ: عَنْ ضِيَافَةِ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ.
[ ص: 644 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ : (الْعَمْرُ) وَ (الْعُمْرُ) وَاحِدٌ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَسَمِ إِلَّا بِالْفَتْحِ، وَمَعْنَاهُ: مُدَّةُ بَقَائِهِ حَيًّا، [فَإِذَا قِيلَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ: لَعَمْرُكَ؛ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: مُدَّةُ بَقَائِهِ]، وَكَرِهَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنْ يَقُولَ الْإِنْسَانُ: (لَعَمْرِي) ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ: وَحَيَاتِي، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: مَعْنَى {لَعَمْرُكَ}: وَحَيَاتِكَ، وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=11467مِنْ فَضَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي اخْتُصَّ بِهَا، فَأَقْسَمَ الْبَارِي عَزَّ وَجَلَّ بِحَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=72لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ أَيْ: لَفِي جَهْلِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ يَتَحَيَّرُونَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ : يُقَالُ: (شَرَقَتِ الشَّمْسُ) ؛ إِذَا طَلَعَتْ، وَ (أَشْرَقَتْ) ؛ إِذَا أَضَاءَتْ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى، وَ (الصَّيْحَةُ): الْعَذَابُ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ {سِجِّيلٍ}.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=75إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ أَيِ: الْمُتَفَرِّسِينَ، قَتَادَةُ: الْمُعْتَبِرِينَ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: الْمُتَفَكِّرِينَ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: النَّاظِرِينَ،
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمُتَبَصِّرِينَ.
وَحَقِيقَةُ (الْمُتَوَسِّمِ): النَّاظِرُ فِي السِّمَةِ الدَّالَّةِ؛ فَمَعْنَى (تَوَسَّمْتُ): نَظَرْتُ نَظَرَ مُتَثَبِّتٍ.
[ ص: 645 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=76وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ أَيْ: وَإِنَّ مَدِينَةَ قَوْمِ
لُوطٍ لَبِطَرِيقٍ وَاضِحٍ.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: وَإِنَّ الْآيَاتِ لَبِطَرِيقٍ وَاضِحٍ، يَمُرُّ بِهَا كُلُّ مُجْتَازٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=77إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ أَيْ: إِنَّ فِي صَنِيعِنَا بِقَوْمِ لُوطٍ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=78وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ : {الْأَيْكَةِ}: الشَّجَرَةُ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُهَا (الْأَيْكُ).
وَقِيلَ: هِيَ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَرُوِيَ: أَنَّ شَجَرَهُمْ كَانَ ذُو مَاءٍ.
وَقِيلَ: {الْأَيْكَةِ}: اسْمُ الْقَرْيَةِ، وَقِيلَ: اسْمُ الْبَلْدَةِ، وَتَقَدَّمَ خَبَرُ
شُعَيْبٍ وَقَوْمِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=79وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ يَعْنِي: مَدِينَةَ قَوْمِ
لُوطٍ، وَبُقْعَةَ أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ: الْمَعْنَى: وَإِنَّهُمَا لَبِطَرِيقٍ يُؤَمُّ، وَيُتَّبَعُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: تَمُرُّونَ عَلَيْهِمَا فِي أَسْفَارِكُمْ.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: وَإِنَّهُمَا لَفِي الْكِتَابِ السَّابِقِ؛ أَيْ: قَدْ سَبَقَ مَا جَرَى مِنْ أَمْرِهِمَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=80وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ : {الْحِجْرِ}:
مَدِينَةُ ثَمُودَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ. nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: هُوَ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ
مَدِينَةُ ثَمُودَ. [ ص: 646 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَغَيْرُهُمَا: يَعْنِي: أُمَّ الْقُرْآنِ، وَرُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَغَيْرُهُمَا: يَعْنِي: السَّبْعَ الطِّوَالَ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ.
فَـ {مِنَ} عَلَى الْقَوْلَيْنِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلتَّبْعِيضِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِبَيَانِ الْجِنْسِ.
nindex.php?page=treesubj&link=28892_28882وَسُمِّيَتْ أُمُّ الْقُرْآنِ مَثَانِيَ؛ لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلِّ صَلَاةٍ، وَقِيلَ: لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَثْنَاهَا لِأُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَهُمْ، وَسُمِّيَتِ السَّبْعُ الطِّوَالُ مَثَانِيَ؛ لِأَنَّ الْفَرَائِضَ وَالْقَصَصَ تُثَنَّى فِيهَا؛ وَهِيَ مِنَ (الْبَقَرَةِ) إِلَى (الْأَعْرَافِ) سِتٌّ، وَاخْتُلِفَ فِي السَّابِعَةِ؛ فَقِيلَ: هِيَ (يُونُسُ)، وَقِيلَ: هِيَ (الْأَنْفَالُ) وَ (بَرَاءَةُ) ؛ وَكَانَتَا سُورَةً وَاحِدَةً.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {الْمَثَانِي} الْقُرْآنَ كُلَّهُ؛ كَمَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [الزُّمَرُ: 23]، سُمِّيَ أَيْضًا مَثَانِيَ؛ لِأَنَّ الْأَخْبَارَ تُثَنَّى فِيهِ، فَتَكُونُ {مِنَ} لِلتَّبْعِيضِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ أَيِ: اسْتَغْنِ بِالْقُرْآنِ عَمَّا فِي أَيْدِي الْأَغْنِيَاءِ، وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مَعْنَى (الْأَزْوَاجِ).
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أَيْ: لَا تَحْزَنْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: لَا تَحْزَنْ عَلَى مَا مُتِّعُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا؛ فَلَكَ فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلُ مِنْهُ.
[ ص: 647 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=88وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَيْ: أَلِنْهُ لَهُمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كَمَا أَنْـزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ : [أَيْ: وَقُلْ: إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ مَا جِئْتُكُمْ بِهِ، أُنْذِرُكُمْ عَذَابًا كَمَا أَنْزَلَ عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ].
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ: يَعْنِي بِـ {الْمُقْتَسِمِينَ}: أَهْلَ الْكِتَابِ، اقْتَسَمُوهُ، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ، وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.
وَقِيلَ: هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ، عَضَّوُا الْقُرْآنَ؛ أَيْ: فَرَّقُوا الْقَوْلَ فِيهِ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ سِحْرٌ، وَبَعْضُهُمْ: شِعْرٌ، وَبَعْضُهُمْ: أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: هُمْ أَهْلُ الْمِلَلِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، اقْتَسَمُوا الْقُرْآنَ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذِهِ السُّورَةُ لِي، وَقَالَ الْآخَرُ: هَذِهِ السُّورَةُ لِي؛ اسْتِهْزَاءً.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: هُمْ قَوْمُ
صَالِحٍ، تَقَاسَمُوا عَلَى تَبْيِيتِهِ.
وَقِيلَ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، اقْتَسَمُوا عَلَى طَرِيقِ
مَكَّةَ يُنَفِّرُونَ النَّاسَ عَنِ
[ ص: 648 ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ سَاحِرٌ، [وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شَاعِرٌ]، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مَجْنُونٌ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ عَذَابًا أَهْلَكَهُمْ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ، وَقَالَ بِنَحْوِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ.
وَقِيلَ: هُمْ قَوْمٌ أَقْسَمُوا أَلَّا يُؤْمِنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {عِضِينَ}: مُفَرَّقًا؛ بِالْإِيمَانِ بِبَعْضِهِ، وَالْكُفْرِ بِبَعْضِهِ، أَوْ بِتَفْرِيقِهِمُ الْقَوْلَ فِي الْقُرْآنِ أَوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ.
وَوَاحِدُ {عِضِينَ}: (عِضَةٌ)، وَالْمَنْقُوصُ مِنْهُ لَامُ الْفِعْلِ، وَهِيَ وَاوٌ، فَهُوَ مِثْلُ: (عِزَةٍ) وَ (عِزِينَ).
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ (الْعِضَاهِ) ؛ وَهِيَ شَجَرٌ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: (عَضَّيْتُ الشَّيْءَ) ؛ إِذَا وَزَّعْتَهُ، وَ (عَضَّيْتُ الذَّبِيحَةَ) ؛ إِذَا قَطَّعْتَهَا أَعْضَاءً، وَ (الْعِضَةُ): الْقِطْعَةُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ: (عِضُونَ).
[ ص: 649 ] nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ (الْأَعْضَاءِ) ؛ وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ فَرَّقُوا الْقَوْلَ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=92فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ يَعْنِي: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ؛ أَيْ: لَنَسْأَلَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي الدُّنْيَا، وَقِيلَ: هِيَ عَامَّةٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: أَيِ:
nindex.php?page=treesubj&link=1567اجْهَرْ بِالْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ، وَمِنْهُ: (صَدَعَ بِالشَّيْءِ) ؛ إِذَا أَظْهَرَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلصُّبْحِ: (صَدِيعٌ).
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: اصْدَعِ الْبَاطِلَ بِمَا تُؤْمَرُ؛ أَيِ: افْرُقْهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ : قِيلَ: هُمْ خَمْسَةٌ:
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ، وَعَدِيُّ بْنُ قَيْسٍ، وَالْأُسُودُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْأُسُودُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَفِي خَبَرٍ آخَرَ: كَانُوا سِتَّةً، زِيدَ فِيهِمُ:
الْحَارِثُ بْنُ عَيْطَلَةَ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُمْ مَرُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا رَجُلًا، فَجَعَلَ
جِبْرِيلُ يَقُولُ: كَيْفَ هَذَا؟ فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ"، فَيَقُولُ لَهُ
جِبْرِيلُ: كَفَيْنَاكَهُ، فَتَعَلَّقَ بِرِدَاءِ
الْوَلِيدِ سَهْمٌ، فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ؛ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ؛ فَمَاتَ مِنْهُ، وَضُرِبَ
الْأَسْوَدُ ابْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بِغُصْنٍ فِيهِ شَوْكٌ فِي وَجْهِهِ؛ فَسَالَتْ حَدَقَتَاهُ، وَوَطِئَ
[ ص: 650 ] الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ شَوْكَةً؛ فَتَسَاقَطَ لَحْمُهُ عَنْ عِظَامِهِ؛ فَمَاتَ، وَأَمَّا
الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَدِيُّ بْنُ قَيْسٍ؛ فَقَامَ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلِ، فَشَرِبَ مِنْ جَرَّةٍ حَتَّى انْفَتَقَ بَطْنُهُ، فَمَاتَ، وَلَدَغَتِ الْآخَرَ حَيَّةٌ؛ فَمَاتَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلَكُوا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=98فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ أَيْ: وَالِ الْعِبَادَةَ إِلَى الْمَمَاتِ.