وقيل: هو مجرور على البدل من الخيرات). من قرأ: {جنات عدن} ؛ بكسر التاء؛ فهو منصوب بإضمار فعل يفسره [ ص: 377 ] {يدخلونها}،
ومن رفع؛ فهي مبتدأة، والخبر {يدخلونها}، أو يكون خبر مبتدأ محذوف، و {يدخلونها}: نعت لـ {جنات}، وكذلك يحلون فيها ، ولباسهم فيها حرير ؛ نعتان لـ جنات أيضا، ويجوز أن يكونا حالين من المضمر المرفوع أو المنصوب في {يدخلونها}.
ومن فتح اللام من قوله: ولا يمسنا فيها لغوب ؛ جاز أن يكون نعتا لمصدر محذوف؛ والتقدير: لا يمسنا فيها لغوب لغوب؛ كأنه وصف اللغوب بأنه قد لغب؛ أي: أعيا، على المبالغة؛ كما يقال: (هذا شعر شاعر)، و (موت مائت) ؛ وكذلك قال في قولهم: (توضأت وضوءا): إن تقديره: توضأت وضوءا وضوءا، ويجوز أن يكون (اللغوب) مصدرا؛ ك (الوضوء)، و (الولوع). ابن السراج
وقوله: لا يقضى عليهم فيموتوا : النصب على أنه جواب النفي، والرفع على العطف على لا يقضى عليهم ، والمفعول محذوف، كما تقدم؛ أي: لا [ ص: 378 ] يقضي عليهم الموت، ولا يموتون.
والقول في كذلك نجزي كل كفور ، و على بينت منه : ظاهر.
ومن أسكن الهمزة من قوله: ومكر السيئ ؛ فهو على تقدير الوقف عليه، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، أو على أنه أسكن الهمزة؛ لتوالي الكسرات والياءات؛ كما قال: [من السريع].
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
[وقوله]: [من السريع]
..................... وقد بدا هنك من المئزر
فإذا جاء أجلهم : العامل في (إذا) قوله: {جاء} ؛ لأنها بمعنى الجزاء، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدها، وسيبويه لا يرى المجازاة بـ (إذا) [ ص: 379 ] إلا في الشعر].
* * *