الإعراب:
القول في {يخصمون} كالقول في {يهدي} [يونس: 35] وقد تقدم.
ومن قرأ: {يخصمون} جاز أن يكون المعنى: يخصم بعضهم بعضا، فحذف المضاف، وجاز أن يكون المعنى: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، فحذف المفعول.
ومن قرأ: {ويلتنا} فهو تأنيث (الويل) ومثله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72يا ويلتى أألد وأنا عجوز [هود: 72]
[ ص: 419 ] ومن قرأ: {من بعثنا} فـ {من} الأولى متعلقة بـ (الويل) أو حال من
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يا ويلنا فتتعلق بمحذوف; كأنه قال: يا ويلنا كائنا من بعثنا، وكما يجوز أن يكون خبرا عنه; كذلك يجوز أن يكون حالا منه، و {من} في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52من مرقدنا متعلقة بنفس البعث.
والقراءات المذكورة في {شغل} لغات بمعنى.
وقد تقدم القول في {ظلال} و {ظلل}.
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم : {سلام} بدل من قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57ولهم ما يدعون و {قولا} حال منه، ويجوز أن يكون مصدرا على معنى: قال الله ذلك قولا، ودل على الفعل المحذوف لفظ مصدره.
ومن قرأ: {سلم} جاز أن يكون أيضا بدلا من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57ولهم ما يدعون وخبر
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57ما يدعون قوله: {لهم} ويجوز أن تكون {سلم} خبرا
[ ص: 420 ] آخر، ويكون معنى الكلام: أنه لهم خالص من غير منازع فيه.
ويجوز أن يكون {لهم} متعلقا بنفس {سلم} ويكون بمعنى اسم الفاعل أو المفعول; كأنه قال: سالم لهم، أو مسلم لهم، فالمعنى: وما يدعون سلم لهم، ولا يكون على هذا التقدير بمعنى المصدر; لئلا تتقدم الصلة على الموصول; لأن (لهم) يكون على ذلك في صلة المصدر.
ويجوز أن يتم الوقف على {يدعون} ويكون {سلم} مستأنفا، كأنه قال: ذلك سلم لهم، لا ينازعون فيه.
ومن قرأ: (سلاما) فهو حال مما قبله، المعنى: ولهم ما يدعون ذا سلام أو سلامة.
وجميع ما في: {جبلا} من القراءات لغات بمعنى الخلق، وقيل: إن {جبلا} جمع (جبلة) و {جبلا} جمع {جبيل} و (جبيل) معدول عن (مجبول) و (جبلا): مخفف من (جبل) وقد تقدم القول فيه في الشعراء [184].
[ ص: 421 ] ومن قرأ: {ولتكلمنا أيديهم ولتشهد أرجلهم} حمله على الحذف; المعنى: ولتكلمنا أيديهم ولتشهد أرجلهم ختمنا على أفواههم.
و {ننكسه} و {ننكسه} ظاهران.
ومن قرأ: {ركوبهم} بضم الراء; فهو مصدر، وفي الكلام حذف مضاف; التقدير: فمنها ذو ركوبهم; و (ذو الركوب) هو (المركوب) ويجوز أن يكون التقدير: فمن منافعها ركوبهم، فحذف المضاف من أول الكلام.
والقول في: {يقدر على أن يخلق مثلهم} و {بقادر} {الخلاق} و {الخالق} ظاهر.
وتقدم القول في (الملكوت) و (ملكة كل شيء): يرجع إلى معناه.
[ ص: 422 ] هذه السورة مكية، وعددها: اثنتان وثمانون آية في جميع العدد، سوى الكوفي، فهي فيه ثلاث وثمانون آية، عد، {يس} ولم يعدها الباقون.
الْإِعْرَابُ:
الْقَوْلُ فِي {يَخِصِّمُونَ} كَالْقَوْلِ فِي {يَهَدِّي} [يُونُسَ: 35] وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمَنْ قَرَأَ: {يَخْصِمُونَ} جَازَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: يَخْصِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَحُذِفَ الْمُضَافُ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: يَخْصِمُونَ مُجَادِلَهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ، فَحُذِفَ الْمَفْعُولُ.
وَمَنْ قَرَأَ: {وَيْلَتَنَا} فَهُوَ تَأْنِيثُ (الْوَيْلِ) وَمِثْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ [هُودَ: 72]
[ ص: 419 ] وَمَنْ قَرَأَ: {مِنْ بَعْثِنَا} فَـ {مِنَ} الْأُولَى مُتَعَلِّقَةٌ بِـ (الْوَيْلِ) أَوْ حَالٌ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يَا وَيْلَنَا فَتَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ; كَأَنَّهُ قَالَ: يَا وَيْلَنَا كَائِنًا مِنْ بَعْثِنَا، وَكَمَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْهُ; كَذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْهُ، وَ {مِنْ} فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مِنْ مَرْقَدِنَا مُتَعَلِّقَةٌ بِنَفْسِ الْبَعْثِ.
وَالْقِرَاءَاتُ الْمَذْكُورَةُ فِي {شُغْلٍ} لُغَاتٌ بِمَعْنًى.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي {ظِلَالٍ} وَ {ظُلَلٍ}.
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ : {سَلَامٌ} بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ وَ {قَوْلًا} حَالٌ مِنْهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا عَلَى مَعْنَى: قَالَ اللَّهُ ذَلِكَ قَوْلًا، وَدَلَّ عَلَى الْفِعْلِ الْمَحْذُوفِ لَفْظُ مَصْدَرِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ: {سِلْمٌ} جَازَ أَنْ يَكُونَ أَيْضًا بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ وَخَبَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57مَا يَدَّعُونَ قَوْلُهُ: {لَهُمْ} وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ {سِلْمٌ} خَبَرًا
[ ص: 420 ] آخَرَ، وَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلَامِ: أَنَّهُ لَهُمْ خَالِصٌ مِنْ غَيْرِ مُنَازِعٍ فِيهِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {لَهُمْ} مُتَعَلِّقًا بِنَفْسِ {سِلْمٌ} وَيَكُونَ بِمَعْنَى اسْمِ الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ; كَأَنَّهُ قَالَ: سَالِمٌ لَهُمْ، أَوْ مُسَلَّمٌ لَهُمْ، فَالْمَعْنَى: وَمَا يَدَّعُونَ سِلْمٌ لَهُمْ، وَلَا يَكُونُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ; لِئَلَّا تَتَقَدَّمَ الصِّلَةُ عَلَى الْمَوْصُولِ; لِأَنَّ (لَهُمْ) يَكُونُ عَلَى ذَلِكَ فِي صِلَةِ الْمَصْدَرِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَتِمَّ الْوَقْفُ عَلَى {يَدَّعُونَ} وَيَكُونَ {سِلْمٌ} مُسْتَأْنَفًا، كَأَنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ سِلْمٌ لَهُمْ، لَا يُنَازِعُونَ فِيهِ.
وَمَنْ قَرَأَ: (سَلَامًا) فَهُوَ حَالٌ مِمَّا قَبْلَهُ، الْمَعْنَى: وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ذَا سَلَامٍ أَوْ سَلَامَةٍ.
وَجَمِيعُ مَا فِي: {جِبِلًّا} مِنَ الْقِرَاءَاتِ لُغَاتٌ بِمَعْنَى الْخَلْقِ، وَقِيلَ: إِنَّ {جِبِلًّا} جَمْعُ (جِبِلَّةٍ) وَ {جُبُلًّا} جَمْعُ {جَبِيلٍ} وَ (جَبِيلٌ) مَعْدُولٌ عَنْ (مَجْبُولٍ) وَ (جُبْلًا): مُخَفَّفٌ مِنْ (جُبُلٍ) وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ فِي الشُّعَرَاءِ [184].
[ ص: 421 ] وَمَنْ قَرَأَ: {وَلِتُكَلِّمَنَا أَيْدِيهِمْ وَلِتَشْهَدَ أَرْجُلُهُمْ} حَمَلَهُ عَلَى الْحَذْفِ; الْمَعْنَى: وَلِتُكَلِّمَنَا أَيْدِيهِمْ وَلِتَشْهَدَ أَرْجُلُهُمْ خَتَمْنَا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ.
وَ {نَنْكُسْهُ} وَ {نُنَكِّسْهُ} ظَاهِرَانِ.
وَمَنْ قَرَأَ: {رُكُوبُهُمْ} بِضَمِّ الرَّاءِ; فَهُوَ مَصْدَرٌ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفُ مُضَافٍ; التَّقْدِيرُ: فَمِنْهَا ذُو رُكُوبِهِمْ; وَ (ذُو الرُّكُوبِ) هُوَ (الْمَرْكُوبُ) وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: فَمِنْ مَنَافِعِهَا رُكُوبُهُمْ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ مِنْ أَوَّلِ الْكَلَامِ.
وَالْقَوْلُ فِي: {يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} وَ {بِقَادِرٍ} {الْخَلَّاقُ} وَ {الْخَالِقُ} ظَاهِرٌ.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي (الْمَلَكُوتِ) وَ (مَلَكَةُ كُلِّ شَيْءٍ): يُرْجَعُ إِلَى مَعْنَاهُ.
[ ص: 422 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ، وَعَدَدُهَا: اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ آيَةً فِي جَمِيعِ الْعَدَدِ، سِوَى الْكُوفِيِّ، فَهِيَ فِيهِ ثَلَاثٌ وَثَمَانُونَ آيَةً، عَدَّ، {يس} وَلَمْ يَعُدَّهَا الْبَاقُونَ.