التفسير:
{النجاة}: الإيمان بالله عز وجل، عن وغيره. مجاهد
[ ص: 570 ] وأن المسرفين هم أصحاب النار : يراد به: الكفار، وعن وقوله: وغيره: أنهم سفاكو الدماء. ابن مسعود
وقوله: فوقاه الله سيئات ما مكروا : قال : كان قبطيا، فنجاه الله مع بني إسرائيل، فالهاء على هذا لمؤمن آل فرعون، وقيل: إنها قتادة لموسى عليه السلام.
وقوله: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا : قال ذلك في الدنيا، وأرواح آل فرعون في أجواف طير سود، تعرض كل يوم على النار مرتين، يقال لهم: هذه داركم، والدليل على هذا قوله عز وجل: ابن مسعود: ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب .
هذا العرض في الآخرة، ومعنى الفراء: غدوا وعشيا : مقدار ذلك.
وقوله: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد : {الأشهاد}: الملائكة، والأنبياء، والمؤمنون، يشهدون على العباد بأعمالهم، قاله ، وواحد {الأشهاد}: (شاهد) و (شهيد). قتادة
وقوله: إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه : قيل: معناه: ما هم ببالغي إرادتهم فيه، فحذف.
وقيل: (الكبر) ههنا: العلو على النبي -صلى الله عليه وسلم- والمراد به: المشركون، وقيل: [ ص: 571 ] اليهود، وقيل: كل من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: معنى ما هم ببالغيه : ما هم ببالغي الكبر، أي: الارتفاع الذي يحاولونه.
وقيل: معناه: ما هم ببالغي الفضل الذي آتاكه الله عز وجل.
: معناه: في صدورهم عظمة ما هم ببالغيها. مجاهد
وقوله: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس : هذا احتجاج على منكري البعث.
وقوله: إن الذين يستكبرون عن عبادتي : روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أن المراد بـ"العبادة" ههنا: الدعاء).
: معنى ابن عباس ادعوني أستجب لكم : وحدوني أغفر لكم.
ومعنى {داخرين}: صاغرين.
وقوله: فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين : [أي: قولوا: الحمد لله رب العالمين] قال : من قال: لا إله إلا الله; فليقل: الحمد لله رب العالمين. ابن عباس
وقوله: ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون : قال قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عقبة بن [ ص: 572 ] عامر: "نزلت هذه الآية في القدرية".
وقوله: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم أي: يجرون على وجوههم.
ثم في النار يسجرون : قال : أي: توقد بهم النار، وقيل: تملأ بهم النار. مجاهد
ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي: ذهبوا عنا، وتركونا في العذاب، ثم استدركوا فأنكروا الشرك.
وقوله: ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون : قال وغيره: أي: تبطرون، وتأشرون. مجاهد
وتقدم القول في قوله: الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون .
ومعنى ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم : الرحلة من بلد إلى بلد عن وغيره. مجاهد
[ ص: 573 ] وقوله: فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم : قال : قالوا: نحن نعلم أننا لا نبعث بعد الموت. مجاهد
وقيل: المعنى: فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا.
وقيل: الضمير في {فرحوا} للرسل; أي: فرح الرسل بما عندهم من علم هلاك الكفار.
وقيل: في الكلام حذف، والمعنى: فلما جاءت الرسل قومها، كذبوهم، فأوحى الله إليهم أنه معذبهم، ففرحوا بما أوحي إليهم من ذلك.
والضمير في وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون للمشركين بغير اختلاف.
وقوله: فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده الآية: يعني: أنهم آمنوا حين لا ينفعهم الإيمان.
وقوله: سنت الله التي قد خلت في عباده يعني: أنه لا يقبل التوبة بعد نزول العذاب.