[ ص: 195 ] وقوله: ولا تنابزوا بالألقاب : (النبز) : اللقب الثابت، و (المنابزة) : الإذاعة، والإشاعة.
الطبري: (النبز) و(اللقب) واحد.
ويروى: أن هذا نزل في بني سلمة، وكانوا كثيري الألقاب.
الحسن ومجاهد: كان الرجل يعير بعد إسلامه بكفره، فنزلت.
قتادة: هو الرجل يقول للرجل: يا فاسق، يا منافق.
وقوله: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان أي: بئس أن يسمى الرجل كافرا أو زانيا بعد إسلامه وتوبته، قال ابن زيد.
وقيل: المعنى: أن من لقب أخاه، أو سخر منه؛ فهو فاسق، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان.
وقوله: إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا :
قال ابن عباس: (الشعوب) : الجمهور من مصر، و(القبائل) : الأفخاذ.
مجاهد: (الشعوب) : البعيد من النسب، و(القبائل) : دون ذلك.
وقيل: (الشعوب) : الموالي، و(القبائل) : العرب.
وواحد (الشعوب) : (شعب) ، قال ابن عباس: لأنه يتشعب ويتفرق.
[ ص: 196 ] ومعنى {لتعارفوا} : ليعرف بعضكم بعضا بنسبه.
وقوله: إن أكرمكم عند الله أتقاكم : روي: أن بلالا أذن يوم الفتح على ظهر البيت، فقالت قريش: عز على فلان أن يؤذن هذا العبد فوق الكعبة، فنزلت الآية.
وقوله: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا : هذه الآية خاصة لبعض الأعراب؛ لأن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر؛ كما وصف الله عز وجل.
وروي: أنها نزلت في أعراب من بني أسد؛ وهم المؤلفة قلوبهم، أسلموا خوف القتل غير محقين، فكشف الله اعتقادهم.
ابن عباس: نزلت في أعراب أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة قبل أن يهاجروا، فأعلم الله تعالى أن لهم أسماء الأعراب، لا أسماء المهاجرين.
فمعنى ولكن قولوا أسلمنا أي: استسلمنا خوف القتل، وهذه صفة المنافقين؛ لأنهم أسلموا في ظاهر أمرهم، ولم تؤمن قلوبهم.
[ ص: 197 ] وقوله: لا يلتكم من أعمالكم شيئا أي: لا ينقصكم.
وقوله: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم : قال الحسن: نزلت في حي قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أسلمنا، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان.
مجاهد: نزلت في قوم بني أسد.
وقيل: نزلت في الأنصار حين تكلمت في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين.


