التفسير:
{الذاريات} : الرياح، و(الحاملات) : السحاب، و {الجاريات يسرا} : السفن، و(المقسمات أمرا) : الملائكة، قاله علي رضي الله عنه، ومعنى {وقرا} : موقرة من ماء المطر.
وقيل: إن(الحاملات وقرا) : السفن، تحمل أثقال بني آدم، وقيل: هي الرياح؛ لأنها تحمل السحاب، وتسوقه من بلد إلى بلد.
الفراء: (المقسمات أمرا) : الملائكة، هي لأمور مختلفة: جبريل صاحب الغلظة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت للموت.
[ ص: 219 ] إنما توعدون لصادق : جواب الأقسام المتقدمة.
قال مجاهد: يعني: القيامة، ومعنى {لصادق} : لصدق، وقع الاسم موقع المصدر.
وقوله: وإن الدين لواقع : يعني: الجزاء.
وقوله: والسماء ذات الحبك : قال ابن عباس: يعني: حسنها، واستواءها ، عكرمة: ذات الخلق الحسن، الحسن: ذات النجوم، ابن جبير: ذات الزينة، ابن عمر: هي السماء السابعة، وهو من قولهم: (حبك الثوب) ، إذا أجاد نسجه.
وقوله: إنكم لفي قول مختلف أي: مصدق بالقرآن، ومكذب به.
يؤفك عنه من أفك أي: يصرف عنه من صرف؛ عن الإيمان بالقرآن في اللوح المحفوظ، عن الحسن.
وقيل: المعنى: يصرف عن القرآن من أراد؛ بقولهم: هو سحر، وكهانة، وأساطير الأولين.
وقوله: قتل الخراصون أي: قتل المرتابون؛ يعني: الكهنة، عن ابن عباس.
الحسن: هم الذين يقولون: لسنا نبعث.
ومعنى {قتل} : أن هؤلاء ممن يجب أن يدعى عليهم بالقتل على أيدي المؤمنين.
الفراء: معنى {قتل} : لعن، قال: و {الخراصون} : الكذابون الذين يتخرصون بما لا يعلمون، فيقولون: إن محمدا مجنون، ساحر، كذاب، شاعر.
[ ص: 220 ] الذين هم في غمرة ساهون أي: لاهون، عن مجاهد.
يسألون أيان يوم الدين أي: متى الحساب؟ يقولون ذلك استهزاء.
يوم هم على النار يفتنون أي: يحرقون، وهو من قولهم: (فتنت الذهب) ؛ إذا أحرقته؛ وأصل (الفتنة): الاختبار.
و {على} من قوله: على النار يفتنون بمعنى: (في) .
وقوله: ذوقوا فتنتكم : قال ابن عباس: أي: تكذيبكم؛ يعني: جزاءه.
الفراء: أي: عذابكم الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا.
وقوله: آخذين ما آتاهم ربهم : قيل: يعني: من الفرائض، وقيل: المعنى: ما آتاهم ربهم في الجنة.
وقوله: إنهم كانوا قبل ذلك محسنين : [أي: قبل دخول الجنة في الدنيا.
ابن عباس: المعنى: كانوا قبل أن تفرض عليهم الفرائض محسنين].
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون : معنى {يهجعون} : ينامون، و {ما} : يجوز أن تكون نافية، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا.
أنس، وقتادة: أي: كانوا [يصلون بين العشاءين.
أبو العالية: كانوا لا ينامون بين العشاءين، وقاله ابن وهب، وقال: نزلت في الأنصار، كانوا] يصلون العشاءين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يمضون إلى [ ص: 221 ] مسجد قباء.
الضحاك: كانوا قليلا من الناس؛ أي: كان الناس الذين هم محسنون قليلا، فيوقف على هذا على كانوا قليلا ، و {ما} : نافية.


