التفسير:
اقتربت الساعة وانشق القمر : روى وغيره: أن أنس بن مالك فصار فرقتين والجبل بينهما، فقالت القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، قريش: سحرنا ابن أبي كبشة، فقدم السفار من كل أفق، فأخبروا أنهم رأوا انشقاقه.
[ ص: 268 ] وقوله: ويقولوا سحر مستمر أي: ذاهب، عن فالمعنى: سيمر ويذهب وقيل: معناه: قوي شديد، من (المرة) ؛ وهي القوة، وقيل: معناه: قد مر من الأرض إلى السماء. مجاهد؛
وقوله: وكل أمر مستقر أي: يستقر لكل عامل عمله.
وقوله: ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر أي: ما يزجرهم عن الكفر لو قبلوه.
وقوله: فما تغن النذر : يجوز أن تكون (ما) نفيا، ويجوز أن تكون استفهاما؛ بمعنى: فأي شيء تغني النذر وهم معرضون عنها؟
و {النذر} : يجوز أن يكون بمعنى: الإنذار، ويجوز أن يكون جمع (نذير) .
فتول عنهم : هذا تمام الكلام، ثم قال: يوم يدع الداع إلى شيء نكر ، والعامل في {يوم} : (يخرجون) .
خشعا أبصارهم : الخشوع في الأبصار: الذلة.
وقوله: مهطعين إلى الداع ، تقدم القول في معنى (الإهطاع) .
وقوله: كأنهم جراد منتشر ، وقال في موضع آخر: كالفراش المبثوث [القارعة: 4]: هما صفتان في وقتين مختلفين؛ أحدهما: عند الخروج من القبور، يخرجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، فيدخل بعضهم في بعض، فهم حينئذ [ ص: 269 ] كالفراش المبثوث بعضه في بعض، لا جهة له يقصدها، فإذا سمعوا المنادي؛ قصدوه، فصاروا كالجراد المنتشر؛ لأن الجراد له وجهة يقصدها.
وقوله: كذبت قبلهم قوم نوح أي: قبل قومك.
وقالوا مجنون أي: هو مجنون.
{وازدجر} أي: زجر بالسب والوعيد.
وقوله: فدعا ربه أني مغلوب فانتصر أي: فانتصر لي منهم.
وقوله: بماء منهمر أي: سريع الانصباب.
وقوله: وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر أي: التقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدر في اللوح المحفوظ.
وقوله: وحملناه على ذات ألواح ودسر يعني: ألواح السفينة، و(الدسر) : معاريضها التي تعرض عليها، عن ابن عباس.
(الدسر) : المسامير، مجاهد: هي أضلاع السفينة، قتادة: هي طرفا السفينة، وقيل: (الدسر) : صدرها، لأن أصل (الدسر) : الدفع، فالسفينة تدفع الماء بصدرها، وواحد (الدسر) : (دسار) . الضحاك:
وقوله: تجري بأعيننا أي: بأمرنا.
[ ص: 270 ] وقوله: جزاء لمن كان كفر يعني: نوحا وأصحابه؛ أي: جحد.
المعنى: جزاء لله الذي كفر. مجاهد:
وقوله: ولقد تركناها آية يعني: السفينة، أو الفعلة، وقد رأى أوائل هذه الأمة بقية السفينة على الجودي، قاله وغيره. قتادة
وقوله: ولقد يسرنا القرآن للذكر أي: سهلناه، ولولا تسهيله إياه؛ لم يقدر أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل، وقيل: المعنى: سهلناه للحفظ.
فهل من مدكر أي: فهل من أحد يتذكر؟ والأصل: (مذتكر) : (مفتعل) ، من (الذكر) ، فقلبت التاء دالا؛ لتوافق الذال في الجهر، ثم أدغمت الذال في الدال، ويجوز (مذكر) ؛ على إدغام الثاني في الأول.
وقوله: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا : قد تقدم القول في (الصرصر) .
وقوله: في يوم نحس مستمر أي: في يوم شؤم شديد، يروى: أنه كان يوم الأربعاء.
وقوله: تنـزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر أي: تنزعهم من الحفر التي كانوا فيها، ويروى: أن سبعة منهم حفروا حفرا، وقاموا فيها، ليردوا الريح.
[ ص: 271 ] الطبري: في الكلام حذف؛ والمعنى: تنزع الناس، فتتركهم أعجاز نخل منقعر، فالكاف في موضع نصب بالمحذوف.
الكاف في موضع نصب على الحال؛ والمعنى: تنزعهم مشبهين أعجاز نخل، والتشبيه: قيل: إنه لهم و للحفر التي كانوا فيها. الزجاج:
وقال بانت رءوسهم عن أبدانهم، فصاروا أبدانا بغير رءوس. مجاهد:
ومعنى {منقعر} : منقلع من قعره؛ أي: من أصله.