التفسير. 
قوله تعالى: هو الأول والآخر  يعني: الأول قبل كل شيء، بغير حد ولا نهاية، الآخر يرث الأرض ومن عليها. 
{الظاهر} : الذي يعلم ما ظهر، {الباطن} : الذي يعلم ما بطن. 
وقيل: معناه: الظاهر بأدلته، الباطن عن إحساس بريته. 
وقوله: وهو معكم أين ما كنتم   : قال  الثوري:  يعني: علمه. 
وقوله: وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه  أي: مما أورثكم إياه عمن كان قبلكم. 
 [ ص: 337 ] وقوله: وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض  يعني: أنكم تموتون وتخلفون أموالكم. 
وقوله: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل  أكثر المفسرين على أن المراد بـ {الفتح} هنا: فتح مكة، وقال الشعبي: فتح الحديبية. 
وقوله: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم   : قيل: إن الباء بمعنى: (عن) ؛ والمعنى: يسعى نورهم بين أيديهم وعن أيمانهم، وقيل: المعنى: يسعى إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم، روي معناه عن  الضحاك،  واختاره الطبري، فالباء على هذا بمعنى: (في) ، ويجوز على التقدير الآخر أن يوقف على: بين أيديهم  ، ولا يوقف عليه على القول الأول. 
وقوله: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم  أي: انتظرونا، ومن قرأ: {أنظرونا} ؛ فمعناه: أخرونا. 
وقوله: قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا  أي: ارجعوا من حيث جئتم، فالتمسوا نورا، فلا سبيل لكم إلى نورنا. 
وقوله: فضرب بينهم بسور له باب   : قيل: إنه الأعراف، وقيل: هو حاجز  [ ص: 338 ] بين الجنة والنار، وروي: أن ذلك السور بيت المقدس، عند موضع يعرف بوادي جهنم. 
وقوله: باطنه فيه الرحمة  يعني: ما يلي المؤمنين منه، وظاهره من قبله العذاب  يعني: ما يلي المنافقين. 
قال  كعب الأحبار:  هو الباب الذي ببيت المقدس المعروف بباب الرحمة. 
وقوله: {ينادونهم} أي: ينادي المنافقون المؤمنين: ألم نكن معكم  في الدنيا؟ 
ومعنى فتنتم أنفسكم   : استملتموها في الفتنة. 
{وتربصتم} أي: تربصتم بالنبي عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين الدوائر، وقيل: تربصتم بالتوبة. 
{وارتبتم} شككتم. 
وغرتكم الأماني  يعني ما كانوا يتمنونه من نزول الدوائر بالمسلمين. 
وقوله: حتى جاء أمر الله  أي: بإظهار دينه. 
وقوله: مأواكم النار هي مولاكم  أي: هي أولى بكم. 
وقوله: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نـزل من الحق    : روي: أن المزاح والضحك كثر في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فنزلت هذه الآية. 
 [ ص: 339 ] وقوله: فطال عليهم الأمد  أي: طال على أهل الكتاب العهد الذي بينهم وبين موسى عليه السلام. 
وقوله: اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها  أي: يحييها بالمطر، وقال  صالح المري:  المعنى: يلين القلوب بعد قساوتها. 
وقوله: إن المصدقين والمصدقات  يعني: المتصدقين والمتصدقات، ومن خفف؛ فالمعنى: المصدقين بما أنزل الله تعالى. 
				
						
						
