3309 [ ص: 93 ] باب : في وفداء الأسارى، وتحليل الغنيمة الإمداد بالملائكة،
وقال النووي : (باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر ، وإباحة الغنائم)
حديث الباب
وهو بصحيح \ مسلم النووي ص 84- 87 ج 12 المطبعة المصرية
[عن قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: عمر بن الخطاب بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: اللهم! آت ما وعدتني. اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه "اللهم! أنجز لي ما وعدتني. أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه. وقال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين فأمده الله بالملائكة.
قال أبو زميل: فحدثني قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم. حيزوم! فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا. فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة [ ص: 94 ] السوط. فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "صدقت. ذلك من مدد السماء الثالثة". فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين. ابن عباس
قال أبو زميل: قال فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس: لأبي بكر "ما ترون في هؤلاء الأسارى؟" فقال وعمر: أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة. أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار. فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا قلت: لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى ابن الخطاب؟ أبو بكر. ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن من عليا فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبا عقيل فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال: لعمر، ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر قاعدين يبكيان. قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء، بكيت. وإن لم أجد بكاء، تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبكي للذي عرض علي أصحابك، من أخذهم الفداء. لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة (شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم) وأنزل الله عز وجل: وأبو بكر ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض .
إلى قوله فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا" فأحل الله الغنيمة لهم] . لما كان يوم
[ ص: 95 ]