ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
خرج جماعة من قريتهم داوردان قبل واسط خوف الطاعون، فنزلوا واديا أفيح; أي: أوسع، فلما استقروا فيه، ماتوا جميعا، وبقوا موتى ثمانية أيام، فسأل حزقيل النبي فيهم ربه، فأحياهم فعاشوا بعد ذلك دهرا [ ص: 347 ] لا يلبسون ثوبا إلا عاد رميما كالكفن، قال : "فإنها لتوجد اليوم في ذلك السبط من اليهود تلك الريح" فنزل تعجبا من حالهم: ابن عباس
[243] ألم تر أي: تعلم; لأنها من رؤية القلب، وكذا كل ما لم يعاين.
إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف جمع ألف، أي: جماعات كثيرة، واختلف في مبلغ عددهم، فورد فيه أقوال كثيرة، أولاها: قول من قال: كانوا زيادة على عشرة آلاف.
حذر الموت فقال لهم الله على لسان ملك:
موتوا ، فماتوا، ثم عطف على قوله: ماتوا المقدرة قوله:
ثم أحياهم ليعلموا أن لا فرار من القدر، وهذا تبكيت لمن يفر من قضاء الله المحتوم.
إن الله لذو فضل على الناس كافة في الدنيا، وخاصة على المؤمنين في الأخرى.
ولكن أكثر الناس لا يشكرون على ذلك، أما الكفار، فلم يشكروا، وأما المؤمنون، فلم يبلغوا غاية شكره، ثم عطف ما بعد على محذوف مخاطبا للذين أحيوا، وتقديره: لا تحذروا الموت. [ ص: 348 ]