ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق    . 
[29] ثم ليقضوا تفثهم  يزيلوا أوساخهم ، والمراد : الخروج عن الإحرام بالحلق ، وقص الشارب ، وقلم الأظافر ، ولبس الثياب ، وقال  ابن عباس   وابن عمر   : قضاء التفث : مناسك الحج كلها . 
وليوفوا نذورهم  ما ينذرون من البر في حجهم وليطوفوا  ليدوروا طواف الإفاضة بالبيت العتيق  الكعبة ؛ لأنه أول بيت وضع للناس . قرأ  ابن عامر  ،  وأبو عمرو  ،  وورش  ، ورويس  ،  وقنبل   : (ثم ليقضوا ) بكسر اللام ، والباقون : بإسكانها ، وتقدم توجيه قراءتهم عند  [ ص: 423 ] قوله تعالى : ثم ليقطع  ، وهذا الحرف نظيره ، وقرأ  ابن ذكوان  عن  ابن عامر   : (وليوفوا ) (وليطوفوا ) بكسر اللام فيهما ، والباقون : بإسكانها منهما ، وقرأ  أبو بكر  عن  عاصم   : (وليوفوا ) بفتح الواو وتشديد الفاء . 
وطواف الإفاضة  ركن ، وبه تمام الحج بالاتفاق ، وأول وقته  عند  أبي حنيفة  طلوع الفجر من يوم النحر ، وآخره آخر اليوم الثاني من أيام التشريق ، فإن أخره إلى اليوم الثالث ، لزمه شاة ، وعند  الشافعي   وأحمد   : أول وقته بعد نصف الليل من ليلة النحر ، والأفضل فعله يوم النحر ، فإن أخره عن أيام منى ، جاز ، وعند  مالك   : يجوز تأخيره إلى آخر ذي الحجة ؛ لأنه بكماله عنده من أشهر الحج ، لكنه قال : لا بأس بتأخير الإفاضة إلى أيام التشريق ، وتعجيلها أفضل ، فإن أخرها إلى المحرم ، فعليه دم . 
* * * 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					