وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم .
[260] وإذ أي: واذكر إذ.
قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى لأزداد بصيرة، وإذا سئلت [ ص: 375 ] هل رأيت إحياء الموتى؟ فأقول: نعم. قرأ ابن كثير، ويعقوب عن والسوسي : (أرني) بسكون الراء. أبي عمرو
قال الله:
أولم تؤمن مع علمه بإيمانه ليظهر إيمانه لكل سامع.
قال بلى يا رب قد علمت فآمنت.
ولكن ليطمئن أي: ليسكن.
قلبي ويصير علم اليقين بالاستدلال عين اليقين بالمشاهدة.
تلخيصه: آمنت وأريد مشاهدة ذلك لإيمان غيري، وفي معنى قوله: ولكن ليطمئن قلبي من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: ليس المخبر كالمعاين، وقد روي الحديث الشريف: رواه الإمام "ليس الخبر كالمعاينة" وغيره. أحمد
قال فخذ أربعة من الطير نسرا وطاوسا وغرابا وديكا.
فصرهن إليك أي: قطعهن. قرأ أبو جعفر، وحمزة، وخلف، ورويس : (فصرهن) بكسر الصاد; أي: أملهن، والباقون: بضمها على [ ص: 376 ] المعنى الأول، والمعنى: أملهن إليك واعتبرهن، ثم قطعهن، ثم اخلط لحمهن بعضه ببعض، ثم أمسك رؤوسهن، ثم جزئهن أجزاء.
ثم اجعل على كل جبل من جبال أرضك، وكانت سبعة.
منهن جزءا قرأ عن أبو بكر (جزؤا) بضم الزاي والهمز حيث وقع، وقرأ عاصم : بتشديد الزاي بغير همز، والباقون: بالجزم والهمز. أبو جعفر
ثم ادعهن قل لهن تعالين بإذن الله.
يأتينك ففعل، فعاد كل جزء إلى جسده، ثم أتين إلى رؤوسهن.
سعيا سريعا.
واعلم أن الله عزيز لا يعجز عما يريد.
حكيم في كل ما يفعله.
* * *