[ ص: 144 ]
مكية كلها في قول الجميع ، وهي ثلاث وتسعون آية . وقيل : أربع وتسعون آية .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين مضى الكلام في الحروف المقطعة في ( البقرة ) وغيرها . و ( تلك ) بمعنى هذه ; أي هذه السورة آيات القرآن وآيات كتاب مبين . وذكر القرآن بلفظ المعرفة ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1وكتاب مبين بلفظ النكرة وهما في معنى المعرفة ; كما تقول : فلان رجل عاقل وفلان الرجل العاقل . والكتاب هو القرآن ، فجمع له بين الصفتين : بأنه قرآن وأنه كتاب ; لأنه ما يظهر بالكتابة ، ويظهر بالقراءة . وقد مضى اشتقاقهما في ( البقرة ) . وقال في سورة الحجر :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين فأخرج الكتاب بلفظ المعرفة والقرآن بلفظ النكرة ; وذلك لأن القرآن والكتاب اسمان يصلح لكل واحد منهما أن يجعل
[ ص: 145 ] معرفة ، وأن يجعل صفة . ووصفه بالمبين لأنه بين فيه أمره ونهيه وحلاله وحرامه ووعده ووعيده ; وقد تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=2هدى وبشرى للمؤمنين ( هدى ) في موضع نصب على الحال من " الكتاب " أي تلك آيات الكتاب هادية ومبشرة . ويجوز فيه الرفع على الابتداء ; أي هو هدى . وإن شئت على حذف حرف الصفة ; أي فيه هدى . ويجوز أن يكون الخبر : " للمؤمنين " ثم وصفهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون وقد مضى في أول ( البقرة ) بيان هذا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=4إن الذين لا يؤمنون بالآخرة أي لا يصدقون بالبعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=4زينا لهم أعمالهم قيل : أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة . وقيل : زينا لهم أعمالهم الحسنة فلم يعملوها . وقال
الزجاج : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=4فهم يعمهون أي يترددون في أعمالهم الخبيثة ، وفي ضلالتهم . عن
ابن عباس .
أبو العالية : يتمادون .
قتادة : يلعبون .
الحسن : يتحيرون ; قال
الراجز [
رؤبة ] :
ومهمه أطرافه في مهمه وعمى الهدى بالحائرين العمه
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=5أولئك الذين لهم سوء العذاب وهو جهنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=5وهم في الآخرة هم الأخسرون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=66في الآخرة تبيين وليس بمتعلق بالأخسرين فإن من الناس من خسر الدنيا وربح الآخرة ، وهؤلاء خسروا الآخرة بكفرهم فهم أخسر كل خاسر .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وإنك لتلقى القرآن أي يلقى عليك فتلقاه وتعلمه وتأخذه .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6من لدن حكيم عليم " لدن " بمعنى " عند " إلا أنها مبنية غير معربة ، لأنها لا تتمكن ، وفيها لغات ذكرت في ( الكهف ) . وهذه الآية بساط وتمهيد لما يريد أن يسوق من الأقاصيص ، وما في ذلك من لطائف حكمته ، ودقائق علمه .