[ ص: 313 ] ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم .
[27] ولما نزل بمكة: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [الإسراء: 85] ، وهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، أتاه أحبار اليهود، وقالوا: يا محمد ما تريد بقولك: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا إيانا أم قومك؟ فقال; كلا، فقالوا: أليست التوراة فينا؟ قال: هي في علم الله قليل.
فنزل: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام أي: شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر واحدة إلا قد بريت أقلاما.
والبحر قرأ ، أبو عمرو : (والبحر) بالنصب عطفا على (ما) التي هي اسم (أن)، وقرأ الباقون: بالرفع على أنه ابتداء، وخبره في الجملة التي بعده . ويعقوب
يمده يزيده، وينصب فيه من بعده ; أي: من خلفه سبعة أبحر . [ ص: 314 ]
ما نفدت المعنى: لو أن جميع أشجار الأرض أقلام، وتنصب في البحر سبعة أبحر، ومياهها مداد، فكتب بتلك الأقلام وذلك المداد، لنفدت الأقلام والمداد، ولم تنفد كلمات الله ; يعني: علمه إن الله عزيز حكيم .
* * *