ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب .
[7] ثم بين ما يصنع - صلى الله عليه وسلم - بالفيء، فقال:
ما أفاء الله على رسوله من أموال الكفار.
أهل القرى وهي قريظة والنضير، وفدك، وخيبر، وقرى عرينة.
فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل قرأ حمزة، والكسائي، (القرى) و (القربى) و (اليتامى) بالإمالة، وافقهم وخلف: في (القرى) و (القربى) ، واختلف عن أبو عمرو وقرأ الباقون: [ ص: 11 ] ورش،
بالفتح، وتقدم حكم الفيء والغنيمة واختلاف الأئمة فيهما مستوفى في سورة الأنفال.
كي لا يكون دولة هو ما يتداول.
بين الأغنياء منكم المعنى: قسم تعالى هذه الأموال بين المذكورين؛ لئلا يختص بها الأغنياء، ويتداولوها بينهم. قرأ (تكون) بالتاء على التأنيث؛ لتأنيث لفظ (دولة) ، [و (دولة) بالرفع؛ أي: كي لا يقع دولة جاهلية، وافقه هشام على رفع دولة] ، واختلف عنه في تذكير (يكون) وتأنيثه، وقرأ الباقون: بالياء على التذكير، لأن تأنيث (دولة) غير حقيقي، و (دولة) بالنصب؛ أي: لكيلا يكون الفيء دولة، والمخاطبة للأنصار؛ لأنه لم يكن في المهاجرين في ذلك الوقت غنى. أبو جعفر:
وما آتاكم أعطاكم الرسول أيها المؤمنون من الفيء وغيره.
فخذوه وما نهاكم عنه من الغلول وغيره.
فانتهوا وهذا نازل في أمر الفيء، ثم اطرد بعد معنى الآية في جميع أوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - ونواهيه، فما حكم به الشارع - صلى الله عليه وسلم - مطلقا، أو في عين، أو فعله، أو أقره، لا يعلل بعلة مختصة بذلك الوقت بحيث يزول الحكم مطلقا عند الحنابلة والشافعية، وجوزه الحنفية والمالكية. [ ص: 12 ]
واتقوا الله إن الله شديد العقاب لمن خالفه.
* * *