وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير .
[3] وإذ أسر النبي أي: واذكر يا محمد ذلك على جهة التأنيب والتعتب لهن.
إلى بعض أزواجه هي رضي الله عنهما. واختلاف القراء في الهمزتين من (النبيء إلى) كاختلافهم فيهما من (يا أيها النبيء إذا) أول سورة الطلاق [الآية: 1] حفصة بنت عمر حديثا هو تحريم مارية، وخلافة أبي بكر وعمر.
فلما نبأت حفصة به عائشة وأظهره أطلعه الله عليه بوحي منه.
عرف بعضه قرأ (عرف) بتخفيف الراء؛ أي: عرف بعض الفعل الذي فعلته من إفشاء سره؛ أي: غضب من ذلك، وجازاها عليه بأن طلقها، فلما بلغ ذلك الكسائي: قال: "لو كان في آل الخطاب خير لما طلقك رسول الله"، فأمره الله على لسان عمر، جبريل بمراجعتها. وقرأ الباقون: بتشديد الراء، أي: أعلم به، وأنب عليه. [ ص: 97 ]
وأعرض عن بعض هو أمر الخلافة؛ لئلا يشتهر.
فلما نبأها به أي: نبأ بالخبر، وأنها أفشته إلى حفصة ظنت أن عائشة، فضحتها، فثم عائشة قالت من أنبأك هذا على جهة التثبت قال نبأني العليم الخبير .