nindex.php?page=treesubj&link=31931_32416_32421_32424_34321nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون .
[ ص: 108 ]
[55]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك أي: لأجل قولك.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55حتى نرى الله جهرة وذلك أن الله -عز وجل- أمر
موسى -عليه السلام- أن يأتيه في ناس من
بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل، فاختار
موسى سبعين رجلا من قومه من خيارهم، وقال لهم: صوموا، وتطهروا، وطهروا ثيابكم، ففعلوا، فخرج بهم
موسى إلى
طور سيناء لميقات ربه، فقالوا لموسى: اطلب لنا نسمع كلام ربنا، فقال: أفعل، فلما دنا
موسى إلى
طور سيناء من الجبل، وقع عليه عمود الغمام، وتغشى الجبل كله، فدخل في الغمام، وقال للقوم: ادنو، فدنا القوم حتى دخلوا في الغمام، وخروا سجدا، وكان
موسى إذا كلمه ربه، وقع على وجهه نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه، فضرب دونه الحجاب، وسمعوه وهو يكلم
موسى، يأمره وينهاه، وأسمعهم الله: إني أنا الله لا إله إلا أنا ذو بكة; أي: صاحب
مكة، أخرجتكم من أرض
مصر بيد شديدة، فاعبدوني ولا تعبدوا غيري، فلما فرغ
موسى، وانكشف الغمام، أقبل إليهم، فقالوا له:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة معاينة، وذلك أن العرب تجعل العلم بالقلب رؤية، فقال: جهرة; ليعلم أن المراد منه العيان.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55فأخذتكم الصاعقة أي: الموت، وقيل: جاءت نار من السماء فأحرقتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وأنتم تنظرون أي: ينظر بعضكم إلى بعض حين أخذكم الموت، فلما هلكوا، جعل موسى يبكي ويتضرع ويقول: ماذا أقول لبني إسرائيل إذا
[ ص: 109 ] أتيتهم، وقد أهلكت خيارهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا [الأعراف:155]، فلم يزل يناشد ربه حتى أحياهم الله رجلا بعد رجل بعد ما ماتوا يوما وليلة، ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون، وذلك قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=31931_32416_32421_32424_34321nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ .
[ ص: 108 ]
[55]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أَيْ: لِأَجْلِ قَوْلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَمَرَ
مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَأْتِيَهُ فِي نَاسٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ، فَاخْتَارَ
مُوسَى سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خِيَارِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: صُومُوا، وَتَطَهَّرُوا، وَطَهِّرُوا ثِيَابَكُمْ، فَفَعَلُوا، فَخَرَجَ بِهِمْ
مُوسَى إِلَى
طُورِ سَيْنَاءَ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ، فَقَالُوا لِمُوسَى: اطْلُبْ لَنَا نَسْمَعْ كَلَامَ رَبِّنَا، فَقَالَ: أَفْعَلُ، فَلَمَّا دَنَا
مُوسَى إِلَى
طُورِ سَيْنَاءَ مِنَ الْجَبَلِ، وَقَعَ عَلَيْهِ عَمُودُ الْغَمَامِ، وَتَغَشَّى الْجَبَلَ كُلَّهُ، فَدَخَلَ فِي الْغَمَامِ، وَقَالَ لِلْقَوْمِ: ادْنُو، فَدَنَا الْقَوْمُ حَتَّى دَخَلُوا فِي الْغَمَامِ، وَخَرُّوا سُجَّدًا، وَكَانَ
مُوسَى إِذَا كَلَّمَهُ رَبُّهُ، وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ نُورٌ سَاطِعٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَضُرِبَ دُونَهُ الْحِجَابُ، وَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ
مُوسَى، يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ، وَأَسْمَعَهُمُ اللَّهُ: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ذُو بَكَّةَ; أَيْ: صَاحِبُ
مَكَّةَ، أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ
مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ، فَاعْبُدُونِي وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرِي، فَلَمَّا فَرَغَ
مُوسَى، وَانْكَشَفَ الْغَمَامُ، أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً مُعَايَنَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَجْعَلُ الْعِلْمَ بِالْقَلْبِ رُؤْيَةً، فَقَالَ: جَهْرَةً; لِيُعْلِمَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْعِيَانُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ أَيِ: الْمَوْتُ، وَقِيلَ: جَاءَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ أَيْ: يَنْظُرُ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ حِينَ أَخَذَكُمُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا هَلَكُوا، جَعَلَ مُوسَى يَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ وَيَقُولُ: مَاذَا أَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا
[ ص: 109 ] أَتَيْتُهُمْ، وَقَدْ أَهْلَكْتَ خِيَارَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا [الْأَعْرَافِ:155]، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُ رَبَّهُ حَتَّى أَحْيَاهُمُ اللَّهُ رَجُلًا بَعْدَ رَجُلٍ بَعْدَ مَا مَاتُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ كَيْفَ يُحْيَوْنَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: