[ ص: 214 ] nindex.php?page=treesubj&link=19734الدعاء من أعظم أنواع العبادة
ومن عظيم أنواع العبادة: الدعاء، والمحبة. كحب الله، والطاعة في المعصية، والعكوف لغيره سبحانه.
وفيه: أنه يكفر من سمى غيره تعالى إلها، أو قال: ثالث ثلاثة، فمن عبد غير الله تعالى، ولم يسمه إلها، بل سماه نبيا، أو ملكا، أو وليا، أو إماما، أو شجرا، أو حجرا، أو مدرا، فقد أشرك بالله، وخرج من دائرة الإسلام؛ لأن الأسماء لا تغير المعاني من حقيقتها، كما لو سمى خمرا: كرما، أو لبنا، أو نبيذا، لم تكن حلالا.
وكذلك لو سمى الربا: منفعة، أو وثيقة، أو ربحا، أو بيعا، لم تصر بذلك حلالا.
تأمل في قصة «ذات أنواط»، فإن فيها البيان التام الشافي، والدليل الوافي الكافي.
فإنهم لم يسموها إلا ذات أنواط، ولم يصرحوا بـ: «أن اجعل لنا إلها»،
nindex.php?page=hadith&LINKID=664476فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلتم كما قال بنو إسرائيل: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [الأعراف: 138] رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي.
وكذلك من أحب شيئا، يسمى عابدا له، يدل عليه الحديث الصحيح:
nindex.php?page=hadith&LINKID=680638«تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم» الحديث.
وفيه: إطلاق اسم العبودية بسبب التعلق بشيء، وتصح الإضافة بأدنى ملابسة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي المالكي: إن الأحكام تتعلق بمسميات الأسماء، لا بألقابها، ولا بالتسمية.
انتهى.
وهذا واضح بين، ولله الحمد.
وقال تعالى في سورة «الأنبياء»:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=21أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون [ ص: 215 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون [الأنبياء: 21-24].
اللهم لا تجعلنا من المعرضين، وثبت قلوبنا على الدين الحق المبين.
[ ص: 214 ] nindex.php?page=treesubj&link=19734الدُّعَاءُ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ
وَمِنْ عَظِيمِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ: الدُّعَاءُ، وَالْمَحَبَّةُ. كَحُبِّ اللَّهِ، وَالطَّاعَةِ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَالْعُكُوفِ لِغَيْرِهِ سُبْحَانَهُ.
وَفِيهِ: أَنَّهُ يَكْفُرُ مَنْ سَمَّى غَيْرَهُ تَعَالَى إِلَهًا، أَوْ قَالَ: ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، فَمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ يُسَمِّهِ إِلَهًا، بَلْ سَمَّاهُ نَبِيًّا، أَوْ مَلِكًا، أَوْ وَلِيًّا، أَوْ إِمَامًا، أَوْ شَجَرًا، أَوْ حَجَرًا، أَوْ مَدَرًا، فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، وَخَرَجَ مِنْ دَائِرَةِ الْإِسْلَامِ؛ لِأَنَّ الْأَسْمَاءَ لَا تُغَيِّرُ الْمَعَانِيَ مِنْ حَقِيقَتِهَا، كَمَا لَوْ سَمَّى خَمْرًا: كَرْمًا، أَوْ لَبَنًا، أَوْ نَبِيذًا، لَمْ تَكُنْ حَلَالًا.
وَكَذَلِكَ لَوْ سَمَّى الرِّبَا: مَنْفَعَةً، أَوْ وَثِيقَةً، أَوْ رِبْحًا، أَوْ بَيْعًا، لَمْ تَصِرْ بِذَلِكَ حَلَالًا.
تَأَمَّلْ فِي قِصَّةِ «ذَاتِ أَنْوَاطٍ»، فَإِنَّ فِيهَا الْبَيَانَ التَّامَّ الشَّافِيَ، وَالدَّلِيلَ الْوَافِيَ الْكَافِيَ.
فَإِنَّهُمْ لَمْ يُسَمُّوهَا إِلَّا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، وَلَمْ يُصَرِّحُوا بِـ: «أَنِ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا»،
nindex.php?page=hadith&LINKID=664476فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْتُمْ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ [الْأَعْرَافُ: 138] رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ.
وَكَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا، يُسَمَّى عَابِدًا لَهُ، يَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=680638«تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ» الْحَدِيثَ.
وَفِيهِ: إِطْلَاقُ اسْمِ الْعُبُودِيَّةِ بِسَبَبِ التَّعَلُّقِ بِشَيْءٍ، وَتَصِحُّ الْإِضَافَةُ بِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ الْمَالِكِيُّ: إِنَّ الْأَحْكَامَ تَتَعَلَّقُ بِمُسَمَّيَاتِ الْأَسْمَاءِ، لَا بِأَلْقَابِهَا، وَلَا بِالتَّسْمِيَةِ.
انْتَهَى.
وَهَذَا وَاضِحٌ بَيِّنٌ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ «الْأَنْبِيَاءِ»:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=21أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهُ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [ ص: 215 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=24أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مِنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مِنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ [الْأَنْبِيَاءُ: 21-24].
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُعْرِضِيَنَ، وَثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى الدِّينِ الْحَقِّ الْمُبِينِ.