ليس المراد من الدعاء العبادة فقط
وليس المراد من الدعاء العبادة كما قاله بعض المفسرين ، بل هو الاستعانة ؛ لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=41بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون [الأنعام : 41] .
ومنها : أنهم
nindex.php?page=treesubj&link=29705_28705كانوا يسمون بعض شركائهم بنات وأبناء الله ، فنهوا عن ذلك أشد النهي ، وقد شرحنا سواه من قبل .
[ ص: 279 ]
ومنها : أنهم
nindex.php?page=treesubj&link=29434كانوا يتخذون أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ؛ بمعنى أنهم كانوا يعتقدون أن ما أحله هؤلاء حلال لا بأس به في نفس الأمر ، وأن ما حرمه هؤلاء حرام يؤاخذون به في نفس الأمر .
nindex.php?page=hadith&LINKID=665390ولما نزل قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتخذوا أحبارهم ورهبانهم [التوبة : 31] الآية ، سأل nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال : «كانوا يحلون لهم أشياء فيستحلونها ، ويحرمون عليهم أشياء فيحرمونها » .
وسر ذلك أن التحليل والتحريم عبارة عن تكوين نافذ في الملكوت أن الشيء الفلاني يؤاخذ به ، أو لا يؤاخذ به ، فيكون هذا التكوين سببا للمؤاخذة ، وتركها ، وهذا من صفات الله تعالى .
لَيْسَ الْمُرَادُ مِنَ الدُّعَاءِ الْعِبَادَةَ فَقَطْ
وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنَ الدُّعَاءِ الْعِبَادَةَ كَمَا قَالَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ ، بَلْ هُوَ الِاسْتِعَانَةُ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=41بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ [الْأَنْعَامِ : 41] .
وَمِنْهَا : أَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=29705_28705كَانُوا يُسَمُّونَ بَعْضَ شُرَكَائِهِمْ بَنَاتَ وَأَبْنَاءَ اللَّهِ ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ ، وَقَدْ شَرَحْنَا سِوَاهُ مِنْ قَبْلُ .
[ ص: 279 ]
وَمِنْهَا : أَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=29434كَانُوا يَتَّخِذُونَ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ؛ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَا أَحَلَّهُ هَؤُلَاءِ حَلَالٌ لَا بَأْسَ بِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ ، وَأَنَّ مَا حَرَّمَهُ هَؤُلَاءِ حَرَامٌ يُؤَاخَذُونَ بِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=665390وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=31اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ [التَّوْبَةِ : 31] الْآيَةِ ، سَأَلَ nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ : «كَانُوا يُحِلُّونَ لَهُمْ أَشْيَاءَ فَيَسْتَحِلُّونَهَا ، وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ أَشْيَاءَ فَيُحَرِّمُونَهَا » .
وَسِرُّ ذَلِكَ أَنَّ التَّحْلِيلَ وَالتَّحْرِيمَ عِبَارَةٌ عَنْ تَكْوِينٍ نَافِذٍ فِي الْمَلَكُوتِ أَنَّ الشَّيْءَ الْفُلَانِيَّ يُؤَاخَذُ بِهِ ، أَوْ لَا يُؤَاخَذُ بِهِ ، فَيَكُونُ هَذَا التَّكْوِينُ سَبَبًا لِلْمُؤَاخَذَةِ ، وَتَرْكِهَا ، وَهَذَا مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى .