مدح الأنصار  
ثم لما فرغ من مدحهم ، مدح الأنصار بخصال حميدة ، فقال : والذين تبوءوا الدار والإيمان  المراد بالدار : المدينة  ، وهي الهجرة; أي : وأخلصوا الإيمان من قبلهم   ; أي : قبل هجرة المهاجرين ، يحبون من هاجر إليهم   ; أي : يشركونهم في أموالهم ومساكنهم ، ولا يجدون في صدورهم حاجة  ، أي : حسدا ، وغيظا ، وحزازة مما أوتوا  المهاجرون دونهم من الفيء ، بل طابت أنفسهم بذلك ، ويؤثرون على أنفسهم   ; أي : في كل شيء من أسباب المعاش والحياة . 
والإيثار   : تقديم الغير على النفس في حظوظ الدنيا; رغبة في حظوظ الآخرة ، وذلك ينشأ عن قوة اليقين ، ووكيد المحبة ، والصبر على المشقة ، ولو كان بهم خصاصة   ; أي : حاجة ، ومن يوق شح نفسه  الشح   : البخل مع الحرص ، كذا في الصحاح . وقيل : هو أشد من البخل . 
 [ ص: 100 ] قال  سعيد بن جبير   : شح النفس : أخذ الحرام ، ومنع الزكاة . 
وقال  ابن عيينة   : الشح : الظلم . وقال الليث : ترك الفرائض ، وانتهاك المحارم ، فأولئك هم المفلحون   [الحشر : 9] الفلاح : هو الفوز والظفر بكل مطلوب . 
				
						
						
