منقبة  أبي عبيدة بن الجراح   -رضي الله عنه- 
عن  أنس   -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح  » متفق عليه. 
خصه بالأمانة؛ لغلبتها فيه بالنسبة إليهم، أو بالنسبة إلى سائر صفاته. وهذا أولى، وفي وصفه بالأمين وصفه بالإيمان؛ لما ورد في الحديث: « لا إيمان لمن  [ ص: 442 ] لا أمانة له »، فله دلالة على أن هذه الصفة كانت فيه على وجه الكمال. 
وعن  ابن أبي مليكة،  قال: سمعت  عائشة   - وسئلت: من كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر، فقيل: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت:  عمر،  قيل: من بعد  عمر؟  قالت:  أبو عبيدة بن الجراح؛  لأنه كان أمينا، وأهلا لهذا الأمر. وقد قال  أبو بكر   : ما لي وللخلافة، هذا  علي،   وعمر،  وأبو عبيدة،  استخلفوا منهم من شئتم،  فقالوا: لا أليق منك، قدمك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر ديننا، فمن ذاك الذي يؤخرك في أمر الدنيا؟ رواه  مسلم،  وفيه فضيلة عظمى له -رضي الله عنه-؛ حيث قرنوه مع الخلفاء، وأسلكوه في مسالكهم. 
				
						
						
