الاستغاثة الشرعية
قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم [آل عمران: 173] .
وفي "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري" عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنهما-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654197إن هذه الكلمة قالها إبراهيم -عليه السلام- حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- يعني: أصحابه، حين قال لهم الناس: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إن الناس قد جمعوا لكم .
وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683825أنه كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله [ ص: 25 ] العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم" وقد روي أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته.
وفي "السنن":
nindex.php?page=hadith&LINKID=665816أن النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=treesubj&link=33177_24434_33187كان إذا حزبه أمر، قال: "يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث".
وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=855214أنه علم ابنته nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة أن تقول: "يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض! لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك".
وفي "مسند الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد" و"صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبي حاتم البستي" عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684936 "ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرجا" قال: يا رسول الله: أفلا نتعلمهن؟ قال: "ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
وقال لأمته:
nindex.php?page=hadith&LINKID=658524 "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى الصلاة، وذكر الله، والاستغفار". nindex.php?page=treesubj&link=1183فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء، والذكر، والعتق، والصدقة. ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا، ولا ملكا، ولا نبيا، ولا غيرهم، ومثل هذا كثير في سنته.
لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله، وذكره، والاستغفار، والصلاة، والصدقة، ونحو ذلك.
[ ص: 26 ] فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله، إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، تضاهي دين المشركين والنصارى؟!.
فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك، وأنه مثل له شيخه، ونحو ذلك، فعباد الكواكب والأصنام، ونحوهم من أهل الشرك، يجري لهم مثل هذا، كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين، وعن المشركين في هذا الزمان، فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها، وقال
الخليل - عليه السلام -:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=35واجنبني وبني أن نعبد الأصنام nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رب إنهن أضللن كثيرا من الناس [إبراهيم: 35].
الِاسْتِغَاثَةُ الشَّرْعِيَّةُ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسُ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آلِ عِمْرَانَ: 173] .
وَفِي "صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ" عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654197إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي: أَصْحَابُهُ، حِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683825أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [ ص: 25 ] الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ عَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الدُّعَاءِ بَعْضَ أَهْلِ بَيْتِهِ.
وَفِي "السُّنَنِ":
nindex.php?page=hadith&LINKID=665816أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: nindex.php?page=treesubj&link=33177_24434_33187كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ! بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ".
وَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=855214أَنَّهُ عَلَّمَ ابْنَتَهُ nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ أَنْ تَقُولَ: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ! لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ".
وَفِي "مُسْنَدِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ" وَ"صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=13053أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ" عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684936 "مَا أَصَابَ عَبْدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمِكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا نَتَعَلَّمُهُنَّ؟ قَالَ: "يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمُهُنَّ".
وَقَالَ لِأُمَّتِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=658524 "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، وَالِاسْتِغْفَارِ". nindex.php?page=treesubj&link=1183فَأَمَرَهُمْ عِنْدَ الْكُسُوفِ بِالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ، وَالذِّكْرِ، وَالْعِتْقِ، وَالصَّدَقَةِ. وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنَّ يَدْعُوا مَخْلُوقًا، وَلَا مَلَكًا، وَلَا نَبِيًّا، وَلَا غَيْرَهُمْ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي سُنَّتِهِ.
لَمْ يَشْرَعْ لِلْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْخَوْفِ إِلَّا مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ دُعَاءِ اللَّهِ، وَذِكْرِهِ، وَالِاسْتِغْفَارِ، وَالصَّلَاةِ، وَالصَّدَقَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
[ ص: 26 ] فَكَيْفَ يَعْدِلُ الْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ عَمَّا شَرَعَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، إِلَى بِدْعَةٍ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، تُضَاهِي دِينَ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى؟!.
فَإِنْ زَعَمَ أَحَدٌ أَنَّ حَاجَتَهُ قُضِيَتْ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ مُثِّلَ لَهُ شَيْخُهُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَعُبَّادُ الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ، وَنَحْوُهُمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، يَجْرِي لَهُمْ مِثْلُ هَذَا، كَمَا قَدْ تَوَاتَرَ ذَلِكَ عَمَّنْ مَضَى مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَعَنِ الْمُشْرِكِينَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، فَلَوْلَا ذَلِكَ مَا عُبِدَتِ الْأَصْنَامُ وَنَحْوُهَا، وَقَالَ
الْخَلِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=35وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ [إِبْرَاهِيمَ: 35].