[ ص: 189 ] وكذلك الشر والمعصية ، ينبغي حسم مادته ، وسد ذريعته ودفع ما يفضي إليه ، إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة  مثال ذلك ، ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { لا يخلون الرجل بامرأة ، فإن ثالثهما الشيطان   } . 
وقال : { لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا ومعها زوج أو ذو محرم   } . 
فنهى صلى الله عليه وسلم عن الخلو بالأجنبية ، والسفر بها ; لأنه ذريعة إلى الشر ، وروي عن الشعبي    { أن وفد عبد القيس  لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، كان فيهم غلام ظاهر الوضاءة فأجلسه ظهره . وقال : إنما كانت خطيئة داود  النظر   } . 
 [ ص: 190 ]  وعمر بن الخطاب  رضي الله عنه لما كان يعس بالمدينة  فسمع امرأة تتغنى بأبيات تقول فيها : هل من سبيل إلى خمر فأشربها هل من سبيل إلى نصر بن حجاج  فدعي به فوجدناه شابا حسنا ، فحلق رأسه فازداد جمالا فنفاه إلى البصرة  ، لئلا تفتتن به النساء 
وروي عنه أنه بلغه رجلا يجلس إليه الصبيان فنهى عن مجالسته 
فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجل ، أو على النساء  ، منع وليه من إظهاره لغير حاجة ، أو تحسينه ، لا سيما بتريحه وتجريده في الحمامات ، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني 
فإن هذا مما ينبغي التعزير عليه . 
				
						
						
