باب فيمن قام بعيب في غيبة البائع أو ادعى أن البيع فاسد
ومن رفع ذلك إلى السلطان، فإن كان قريب الغيبة [كتب إليه. قال اشترى عبدا فأصاب به عيبا في غيبة البائع، وإن كان بعيد الغيبة] تلوم له، فإن لم يطمع بقدومه، وأثبت المشتري أنه اشترى على العهدة، باعه وقضى المشتري ثمنه، فإن فضل للغائب فضل وقفه، وإن عجز أتبع به. وقال ابن القاسم في كتاب مالك: محمد: إن أثبت أنه دفع الثمن، وإلا لم يدفع له.
وأرى إن كانت العادة البيع على البراءة، لم يحكم له بالرد، إلا أن يثبت أنه اشترى على العهدة، وإن كانت العادة العهدة، أو لا يذكر عهدة ولا براءة، فهو على العهدة ويستظهر بيمينه في مكانه. وأما دفع الثمن فإنما يكلف البينة فيما لو كان البائع حاضرا، وأنكر القبض قبل قوله، ولا يكلف ذلك فيما يكون القول فيه قول المشتري إن أنكر البائع، وإذا كان ذلك نظر إلى عادة البلد في عادة الرقيق، فإن كانت على النقد وغاب أو طال مقام البائع قبل سفره، أو كان المشتري غريبا، أو البائع لم يكلف المشتري البينة، وإذا رد بالعيب والبائع غائب ووجد البائع مال الغائب، لم يكن للمشتري الأجير أن يرد على البائع؛ لأن البائع الأول يقول: قد رضي المشتري مني بالعيب ولا يرد علي، إلا أن يكون الغائب معدما، فيكون له أن يرد على الأول؛ لأن الغائب لو كان حاضرا فرضي بالعيب والسلعة لا توفي بالثمن لمنعه، ولو استحقت من يد الآخر، [ ص: 4395 ] لكان له أن يقوم على الأول؛ لأنه غريم غريمه، بخلاف العيب في يد المشتري.
وإن فإن كان العقد قائما نقض البيع وبيع على ملك الغائب وقضي للمشتري ثمنه، فإن كان فضل وقف للغائب، وإن عجز أتبع به، وإن لم يكن نقد وقف ثمنه للغائب، وإن فات قوم وتركت القيمة في الذمة، وسواء دفع الثمن أو لم يدفعه؛ لأن البائع رضي أن يغيب ويبقى الثمن في الذمة، وهو في ذلك بخلاف أن يكون قائما. ادعى المشتري الفساد والبائع بعيد الغيبة، وأثبت أن شراءه كان فاسدا،
وقال -في كتاب ابن القاسم محمد، فيمن اشترى عبدا، أو أقام في يديه ستة أشهر لغيبة البائع: وإن لم يرفع إلى السلطان حتى مات العبد، فله أن يرجع بالعيب وعذر بغيبة البائع؛ لأن الناس يستثقلون الخصومة عند القضاة، ويرجو إذا جاءه البائع أن لا يكلفه ذلك. [ ص: 4396 ]